نون – أبو ظبي
اختتمت اليوم الأربعاء فعاليات قمة أقدر العالمية في دورتها الثانية التي انطلقت فعالياتها في مدينة أبو ظبي خلال الفترة من 26-28 من نوفمبر الجاري، والتي جاءت تحت شعار «تمكين الإنسان واستقرار المجتمعات: التنمية المستدامة»، والتي تم تنفيذها بمشاركة عربية وإقليمية ودولية ، وبالتعاون مع الشركاء الدوليين متمثلين في الأمم المتحدة – المكتب المعني بالمخدرات والجريمة، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وعدد من المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية الدولية ومؤسسات المجتمع المدني بالإضافة إلى المؤسسات الإقليمية والدولية ذات الصلة، كما حضر القمة مشاركون يمثلون اتجاهات مختلفة حول قضايا التنمية المستدامة العالمية.
وفي نهاية القمة أشاد المشاركون بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» في العملِ على نشرِ ثقافة تمكين الإنسان وما يرتبط بها من رؤى استراتيجية تعمل على تعزيز الاستقرار والأمن والسلم الوطني والعالمي.
كما استذكر المشاركون في القمة جهود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، رجل «تمكين الإنسان» في كل مكان على وجه الأرض، الذي بذل حياته في تأسيس نمطاً استراتيجياً واعياً يرتكز على قدرة الإنسان المُمَكَن في بناء مجتمعه والحفاظ على استقراره.
وأكدت القمة على أهمية جهود وإنجازات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في إكمال مسيرة الشيخ زايد «طيب الله ثراه» في تعزيز مكانة الإنسان وتمكينه وبناء المستقبل الآمن لأجيال أكثر وعياً وإدراكاً لأهمية استقرار وأمان المجتمع وتعزيز دورها في بناء حضارة إنسانية عالمية توحد الجميع نحو التعايش الإيجابي والمساواة في الفرص والإمكانيات.
كما وجه المجتمعون الشكر إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على رعايته الكريمة ودعمه ومتابعته الدائمة التي كان لها الدور البارز في إنجاح القمة لتحقيق أهدافها السامية.
وقد تنوعت المناقشات في هذه القمة العالمية التي قُدم فيها أكثر من (21) ورقة علمية، و(7) جلسات رئيسية، و(25) ورش نقاشية وجلسات شبابية دارت حول الأهداف التنموية المستدامة ومدى نجاح هذه الأهداف في تحقيق مقاصدها، كما تناولت القمة تحديداً دور تمكين الإنسان باعتباره الركيزة الأساسية التي تتجسد فيها غايات هذه الأهداف ومقاصدها سواء على المستوى الوطني أو العالمي، إضافة إلى مستوياتها الأخرى من سياسية واجتماعية وإنسانية.
وفي نهاية أعمال القمة التي امتدت على مدار ثلاثة أيام متتالية ، أجمع المشاركون على إصدار «بيان أقدرالعالمي لتمكين الإنسان واستقرار المجتمعات» موجه إلى الحكومات والدول والمجتمعات والمؤسسات ذات الصلة ويمثل أهم وأبرز ما توصلت إليه «قمة أقدر العالمية».
ودعا البيان إلى ضرورة توفير المرجعيات العلمية والفكرية التي تأسست عليها الأهداف التنموية المستدامة، وتسهيل الاطلاع عليها وتيسير الوصول إليها، والعمل على ربط هذه المرجعيات بالفكر الإنساني العالمي سواء الديني أو الفلسفي أو العلمي واتخاذ هذه الأهداف كركيزة لوحدة عالمية بناءة تقوم على تمكين العقول وتحريرها من أغلال التطرف.
كما دعا إلى ضرورة تعزيز مبادئ وثقافة وقيم الشراكة والمسؤولية بين الحكومات والمؤسسات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني لفتح آفاق التعاون لفهم أعمق للأهداف التنموية المستدامة باعتبارها بوصلة عالمية لقيادة إنسانية حكيمة.
وتوجه المجتمعون في البيان إلى الحكومات والمؤسسات ذات الصلة إلى استحداث برامج تعليمية وفكرية ونقاشية لتناول الأهداف التنموية المستدامة وأثرها على تمكين الإنسان وبحث مدى تأثيرها في بناء مجتمعات مستقرة قادرة على التعامل مع التحديات المختلفة.
كما دعا كافة المؤسسات ذات الصلة بالتنمية المستدامة الحكومية منها أو الخاصة إلى ضرورة التفاعل البناء مع الإصدارات الدورية للأمم المتحدة المعنية برصد التقدم في تحقيق هذه الأهداف عن طريق نشر هذه الإصدارات ونتائجها لمجتمعها وإدماجها كجزء من ثقافتها المؤسسية وخطتها التوعوية.
وأكد البيان ضرورة إطلاق مبادراتفكرية تناقش «تمكين الإنسان ودوره في بناء مجتمعات مستقرة» حول العالم وفي مختلف المؤسسات الأكاديمية والبحثية، ودراسة دور هذه الأهداف في تعزيز قدرة الإنسان على التعامل مع التغييرات والتطورات بما يضمن للمجتمعات الاستقرار والامن بغير غلو أو تطرف.
كما أشار البيان إلى إدماج الأهداف التنموية المستدامة في المناهج التعليمية والبرامج التوعوية على المستويات الوطنية في كافة المراحل التعليمية، وتعزيز أدوار الحكومات والمؤسسات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في تحقيقها بما يضمن تطوير علاقة بناءة بين الحكومات والمجتمعات.
وتبنى البيان فكرة إنشاء منصة عالمية نقاشية مفتوحة تضم المسؤولين والخبراء والمتخصصين والمعنيين بالتنمية المستدامة إضافةً إلى الشباب وذلك لمناقشة مدى جدوى وأهمية هذه الأهداف ومدى التقدم في تحقيق أغراضها ومقاصدها.
ودعا ايضاً الى الاستفادة من التجربة الإنسانية الراقية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان في تمكين الانسان، إيجاد الاليات المناسبة حول تعميم تجربة قمة اقدر العالمية وتنوع فعالياتها والبحث في إمكانية عقدها واستضافتها في دول أخرى بالتنسيق مع المعنيين.
وفي النهاية الدعوة إلى تشكيل لجنة دولية تضم عدداً من المشاركين وممثلين عن شركاء القمة لمتابعة تنفيذ مخرجات قمة أقدر العالمية المتمثلة في «بيان أقدر العالمي حول تمكين الإنسان واستقرار المجتمعات»، ووضع الخطط والبرامج التنفيذية التي تتطلب ذلك.