لم اكن اتصور ان عمليات مطاردة جماعات الارهاب فى مناطق الحدود الغربية تاخذ هذا الحجم الضخم، الى ان اصدرت القوات المسلحة بيانها الأخير قبل يومين، يعدد العمليات المهمة التى قامت بها فى منطقة الحدود الغربية خلال عام،
ويكشف عن عدد كبير من العمليات المهمة، يستخدم فيها المهربون سيارات الدفع الرباعى لعبور منطقة بحر الرمال الاعظم، وتهريب هذه الاعداد المهولة من الاسلحة والذخائر والصواريخ واطنان السجائر المهربة فى عمليات منتظمة تاخذ شكل القوافل، تتراوح القافلة الواحدة ما بين خمس وثلاث من سيارات الدفع الرباعى، تدمرها القوات المسلحة على حواف منطقة بحر الرمال الأعظم وجنوب واحة سيوة وصولا الى منطقة الواحات البحرية، التى كانت مسرحا لعملية اخيرة دمرت خلالها القوات المسلحة ثلاثا من سيارات الدفع الرباعى، وألقت القبض على عشرة مهربين، كما تمكنت من تفجير مخزن ضخم للأسلحة والمتفجرات التى كان يجرى الإعداد لتهريبها الى داخل البلاد !.
وما يزيد من خطورة ما يجرى على الجبهة الغربية، غياب الحسم الدولى واصرار الامريكيين على ان يكون ضمن التحالف الحاكم فى ليبيا بعض من هذه المجموعات الارهابية المسلحة التى تنتمى الى القاعدة أو داعش وتربطها علاقات وثيقة بتنظيم جماعة الاخوان المسلمين، فضلا عن مساحة الحدود الشاسعة بين مصر وليبيا التى تزيد على ألف كيلو متر، يتركز فيها العمران فى بؤر سكانية صغيرة وبعيدة بما يتيح الفرصة لجماعات الارهاب كى تمارس انشطتها بعيدا عن رقابة الدولة، قياسا على حدود مصر مع قطاع غزة التى لا تزيد مساحتها على 13 كيلو مترا .
بل لعل الجبهة الغربية تكون اكثر خطورة على مصر لغياب استقرار ليبيا التى ضربها حلف الناتو فى حربه على العقيد القذافى، وتركها خرابا يبابا لتقع فى قبضة جماعات الارهاب المتصارعة التى تناصب الجيش الوطنى الليبى العداء، وتزيد من المخاطر التى تحدق بأمن مصر التى تكاد تكون شبه محاصرة بين فكين مفترسين احدهما يعمل فى سيناء والاخر فى منطقة الحدود الغربية، ولا بديل امام مصر عن تحطيمهما معا لتحقيق امن الوطن واستقراره..، ولأن مصر تحترم القانون الدولى فانها تلزم نفسها الدفاع عن امنها من داخل حدودها دون مساس بالحدود الليبية، الأمر الذى يجعلها فى حالة انتظار وتربص دائم على مدى الساعة رغم قدرتها على وأد العدوان فى مرابضه داخل الارض الليبية !.