نون – بورت لويس
قرّرت اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي المجتمعة في مدينة بورت لويس عاصمة جمهورية موريشيوس إدراج «السيريوم/السيرم»، وهو شكل من أشكال المصارعة الكورية التقليدية، في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك في أعقاب طلب مشترك قدّمته الكوريتين معاً.
وقد اغتنمت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، هذه المناسبة لتؤكد أنّ «قبول الكوريتين دمج طلبيهما يمثل خطوة تاريخية غير مسبوقة. ولم يكن ذلك ليحدث لولا الثقة الكبيرة التي تضعها السلطات الكوريّة في اليونسكو».
وأضافت أنّ قرار إدراج هذا التراث الثقافي باسم كلا الطرفين يمثل خطوة تاريخية في طريق تحقيق المصالحة بين الكوريتين. ويذكرنا بالقوة الاستثنائية الكامنة في التراث الثقافي باعتباره أداة فعالة لتحقيق السلام وهمزة وصل بين الشعوب. فها نحن نحصد إحدى الثمار اليانعة للعلاقات الوثيقة والطويلة الأمد التي لطالما جمعت كلا الطرفين.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا التراث الكوري، المعروف باسم «السيريوم» أو «السيرم»، كما يطلق عليه في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وفي جمهورية كوريا على التوالي، يحمل في طياته دلالات كبيرة بالنسبة لجميع الكوريين أينما كانوا. فإذ يرتبط في المقام الأول بالأرض والزراعة، فإنه يمثل رياضة وطنية وممارسة ثقافية شائعة في آن معاً. وتنظّم المباريات بانتظام في إطار العديد من الفعاليات والاحتفالات الزراعية المتعلقة بدورة الفصول.
وقد تسنى البتّ في هذا الإدراج المشترك بين الطرفين المعنيين بفضل رغبتهما المشتركة. إذ أثمرت الوساطة التي اضطلعت بها اليونسكو بين الطرفين عن قبولهما دمج الطلبين اللذين قُدّما في بادئ الأمر على نحو منفصل لإدراج المصارعة الكورية التقليدية في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وجاءت هذه النتيجة في أعقاب زيارة أجرتها المديرة العامة لليونسكو إلى جمهورية كوريا في شهر حزيران/يونيو الماضي، ثمّ لقائها بالرئيس مون جاي إن في باريس الشهر الماضي. فقد اغتنمت المديرة العامة هذه الفرصة لاقتراح مجموعة من المشروعات الملموسة التي يمكن تنفيذها بالتعاون مع اليونسكو من أجل تيسير عملية المصالحة بين الكوريتين. وشهدت الأسابيع المنصرمة أيضاً مناقشات من هذا القبيل بين المديرة العامة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. وكان للجهود التي بذلتها اليونسكو ليسود السلم بين الطرفين دورٌ بارزٌ في البتّ في هذا الإدراج المشترك في فترة وجيزة للغاية.
وستواصل اليونسكو العمل على تنفيذ مشروعات ملموسة بالتعاون مع السلطات المعنية في كلا الطرفين من أجل التوصل للمصالحة في شبه الجزيرة الكورية، سالكة لتحقيق هذه الغاية درب الثقافة والتربية والعلم. إذ توفر هذه المجالات المحورية التي يقوم عليها تفويض اليونسكو الأسس الضرورية لإقامة سلام وطيد ودائم.