استغلت أطراف دولية قضية وفاة جمال خاشقجي لتمارس ضغوطًا مستمرة على المملكة العربية السعودية من أجل ثنيها عن الاستمرار مع حلفائها في مقاطعة النظام القطري. وقد نشرت الصحافة الدولية عدة تقارير تتحدث عن ضغوط مُورست من قِبل الإدارة الأمريكية لإنهاء مقاطعة قطر، واستغلال قضية خاشقجي كعامل ضغط على الرياض.
لكن هل نجحت ضغوط واشنطن أو غيرها من الدول في تغيير موقف الرياض وباقي دول التحالف الرباعي؟ في الحقيقة أن ذلك لم يحدث، إذ استمرت جميع دول التحالف الرباعي في سياستها ضد النظام القطري بسبب دعمه للإرهاب، ولم يتغير شيء، هذا إن لم تتخذ هذه الدول إجراءات إضافية ضد النظام القطري.
ورغم أن البعض رأى في تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد في الرياض خلال شهر أكتوبر الماضي، حينما أشار إلى أن قطر سيكون لها اقتصاد قوي خلال السنوات الخمس القادمة، رغم أن البعض رأى في ذلك التصريح أنه بادرة تغيير في الموقف السعودي تجاه قطر، فإن حقيقة الأمر هي أن المسألة ليست كذلك.
وكالة رويترز للأنباء على سبيل المثال نقلت عن دبلوماسي عربي رفيع قوله إن ما قاله الأمير محمد بن سلمان في ذلك المؤتمر عن قطر لم يكن رسالة إلى القطريين بشأن أزمتهم، بل كان رسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حتى تطمئن على اقتصادها ومصالحها في قطر. لكن لم يكن ذلك يعني أن دول التحالف الرباعي سوف تنهي مقاطعتها مع النظام القطري.
وقريبًا سوف يشارك الأمير محمد بن سلمان في اجتماع الدول الصناعية العشرين (G20) ضمن جولة دولية سيقوم بها، وهذه المشاركة مهمة جدا، وتشير بشكل واضح إلى أن المملكة العربية السعودية لم تأبه ولم تكترث إطلاقًا لكل الضغوط التي مُورست عليها، فضلاً عن أن الدول الصناعية الكبرى ترحب بمقدم الأمير محمد بن سلمان، وتحرص على حضوره الاجتماع، وذلك على عكس رغبة وأماني وأحلام الكثير من الغوغائيين الإعلاميين الذين لم يرغبوا في مشاهدة ولي العهد السعودي حاضرًا في الاجتماع.