نون – دبى
أوصى المشاركون في القمة العالمية للتسامح ، التي نظمها المعهد الدولي للتسامح التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد ال مكتوم العالمي على مدار يومين في فندق أرماني دبي، وحمل شعار «تحقيق المنفعة الكاملة من التنوع والتعددية:مجال حيوي للابتكار والعمل المشترك» بتكثيف الجهود بغرض مكافحة التمييز والتهميش والتطرف الفكري ، ومجابهة خطاب الكراهية الذي يؤدي إلى التحريض ضد الأخرين والصراعات؛ مشددين على ضرورة تحديث المناهج الدراسية، وتضمينها قيّم السلام الأخلاقي والتربية الأخلاقية وتعزيز وتشجيع الاحترام العالمي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع واحترامها، دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين.
كما رفع المشاركون اسمى آيات الشكر والتقدير الى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله على تكرم سموه برعاية وافتتاح الحدث .. والى الجهة المنظمة للقمة ومساعيها الى نشر مبادئ السلم والتسامح بين الثقافات، والاحترام المتبادل، واحترام الاختلاف وإقامة جسور التقارب الإنساني والحضاري.
وطالب المشاركون في التوصيات على وجوب حماية وصون حياة وكرامة وحقوق ورفاهية جميع الأفراد، واحترام تنوع اللغة والتقاليد والأديان والثقافات، لدورها في مكافحة الفكر المتطرف والممارسات القائمة على التمييز والتعصب والكراهية، والإسهام في نشر السلام والعدالة الاجتماعية والصداقة بين الشعوب والأفراد، معربين عن حزنهم من تفشّي مظاهر التحيز الثقافي وعدم التسامح ؛ وقلقهم إزاء تصاعد خطاب الكراهية، وكراهية الأجانب، والصور النمطية، وإساءة استخدام الدين، والتي كثيراً ما تستخدمها الجماعات المتطرفة لخدمة مصالحها الخاصة وإطالة دائرة العنف.
وشددوا على ضرورة الوعي بأن ثقافة التسامح يجب أن تستهدف مواجهة التأثيرات السلبية التي تؤدي إلى نشر الخوف وإقصاء الآخرين، وأن تساعد فئة الشباب على تنمية قدراتهم على التفكير النقدي والتفكير الأخلاقي ، ودعا المشاركون في القمة الى ضرورة تعزيز شراكة العمل بين أصحاب المصلحة في العالم، من أجل تعزيز التسامح والوئام والسلام والكرامة لجميع الأفراد كما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ والاعتراف بالقيمة العامة والمشتركة لجميع الأديان، والتقاليد الدينية، وثقافة السكان الأصليين كما هو مذكور في تدريس القاعدة الذهبية، والتي تقول «أعامل الآخرين بالطريقة التي تريد أن تعامل بها»، هو مبدأ أساسي للحياة، وحجر الأساس الذي بُنيت عليه الأخلاق والقيّم..
وشملت التوصيات الختامية التاكيد على أن الامارات مثال حي على الإدماج والتسامح، كما هو واضح في تعايش أكثر من 200 جنسية مختلفة تعيش بانسجام وسلام دون خوف أو نزاع أو تمييز في البلاد، مؤكدة أن تنوع الديانات واللغات والثقافات والعرقيات في العالم هو ليس عاملاً مسبباً للصراع، وإنما كنز يثري البشرية ،مشددة على التأكيد على ديباجة الميثاق التأسيسي لليونسكو، والتي تنص على أن: «لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام»؛وأن قبول التسامح ليس تساهلا ولا مبالاة، وإنما هو احترام وتقدير للتنوع الغني لثقافات العالم، وطرق وأشكال التعبير الخاصة عن إنسانيتنا؛واعلن المشاتركون في القمة تبنيهم قيّم التسامح والسلام واللاعنف، والعمل على توطيد العلاقات والتضامن معا ، والتوسع في مجال العمل المشترك بما يصب في مصلحة البشرية جمعاء، والحفاظ على البيئة، من خلال العمل عبر شراكات وثيقة مع الآخرين بصفتهم مواطنين في العالم.
وقالوا أن العالم اليوم بحاجة ، إلى تدريس القاعدة الذهبية، والتي تقول «تعامل مع الآخرين بالطريقة التي تريد أن تعامل بها»، لاسيما وأنه مبدأ أساسي يتعامل مع قضايا مهمة مثل كرامة الإنسان والديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام الأخرين، والمساواة بين الجنسين، والعدالة الاجتماعية، والوئام بين الأديان، وإقامة الحوار البنّاء بين الأمم، والحؤول دون الصراعات، وبناء العلاقات الإنسانية على أسس صحيحة؛مؤكدين على أهمية الأهداف والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولا سيما فيما يتعلق بحق في حرية الفكر والوجدان والدين؛ معربين عن التزامهم بقرارات الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي للتسامح، واليوم الدولي للسلام، وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان، والإعلانات وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام، ومنظمة تحالف الحضارات، والأجندة العالمية للحوار بين الحضارات، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، والتفاهم والتعاون من أجل السلام، والقضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمة على الدين أو المعتقد..
وتضمنت التوصيات العمل على تعزيز مبادئ التعايش السلمي والاحترام المتبادل والتفاهم والكرامة الإنسانية والصداقة بين البشر على تنوع واختلاف أديانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم ولغاتهم؛ مؤكدين أن الحوار والتعاون بين الأديان والثقافات هو جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز روح التسامح وثقافة السلام والوئام والاحترام المتبادل بين الحضارات.
كما طالبوا بتكثيف التعاون على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، لتنفيذ قرار الأمم المتحدة القائم بشأن التسامح، وتعزيز ثقافة السلام والحوار بين الحضارات والأديان المختلفة، وإشراك الشباب في هذه المساعي بشكل نشط؛والالتزام بمحاربة الكراهية والتحامل والتعصب والصور النمطية القائمة على أساس الدين أو الثقافة، نظراً لما تمثله من تحديات كبيرة في وجه التعايش السلمي؛، مجددين التزامهم بتعزيز وحماية الحفاظ على البيئة، وحقوق السكان الأصليين، وأصحاب الهمم، والنساء والأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية أو دينية أو لغوية..
دور ريادي
وقال الدكتور حمد الشيخ أحمد الشيباني العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح رئيس اللجنة العليا للقمة العالمية للتسامح أن الحدث قدم صورة إيجابية عن الامارات وسلط الضوء على جهودها في ترسيخ قيم التسامح والتعايش ، واحترام التنوع والتعديدة ،كما عزز من دورها ورسالتها الخاصة بالتسامح والتعايش بين الأديان ، مشيرا الى أن القمة شهدت حضورا مكثفا لنخب سياسية ودينية وأكاديمية وحشد من المهتمين والمتخصصين ، لافتا الى أن يومي الحدث كشفت عن جملة من المؤشرات الهامة أبرزها أن التسامح بات قيمة راسخة ونهج يمارس في الامارات ، وأن دور الدولة تعدى الحدود المحلية فيما يتعلق بحفظ الأمن وحماية الإنسان و نشر الحوار ورفض العنف.
ووجه الشيباني أسمى آيات وعبارات الشكر والتقدير والإمتنان لقيادة الإمارات الرشيدة وجهودها الملموسة ،ودورها الريادي في بناء جسور التواصل وإسهامها المتميز في العمل المشترك، مؤكدا أن مبدأ التسامح والمحبة تدعو إليه الأديان السماويّة قاطبة، وقال أن القمة تمخضت عن جملة من التوصيات الهامة ، مطالباً الجميع بالعمل على ترجمتها لتعزيز مبدأ الحوار والاتفاق ونبذ الخلاف ،ودعا رئيس اللجنة العليا للقمة إلى ضرورة أن يتبع هذه القمة خطوات وجهود أخرى لتنفيذ الاجراءات والاليات التي تم اعتمادها ومناقشتها من خلال المتحدثين في الجلسات الحوارية والورش التفاعلية ..
دلالات كبيرة
وشدد على أن القمة تحمل دلالات كبيرة وهامة تتمثل في أن دولة الامارات تسعى إلى بناء شراكات عالمية قوية قادرة ،ولديها ارادة تمكنها من قيادة السلام العالمي ، منتهيا بالقول «الامارات» كانت على الدوام مثالا حيا للتعايش بين كل الديانات، تقدم نفسها كنموذج يحتاجه العالم ،وتحدديا في الوقت الراهن حيث تعصف الخلافات اكثر من بقعة في العالم.
جهود مخلصة أنجحت الحدث
وقال الشيباني أن جهود القيادة الرشيدة تعكس إيمانها الكامل بأهمية وقيمة الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات المختلفة باعتباره الوسيلة الوحيدة لدعم ونشر دعائم الامن والسلام التي تقود بلا شك الى التنمية والازدهار والاستقرار في جميع أنحاء العالم، مشيرا الى أن القمة عمدت الى توثيق حشد الجهود بين الدول المشاركة في القمة ، مشدداً على ضرورة أن تنفذ التوصيات بصورة فاعلة حتى يكون مثمراً.
وثمن الدكتور حمد الشيباني الجهود المخلصة لكل من ساهم في انجاح القمة التي ركزت على تعزيز وتكريس روح التسامح والتآخي والعيش المشترك، مشيرا الى أنها جسدت أهدافها من خلال جمع نخبة من الشخصيات من بلدان وثقافات وأديان مختلفة اجتمعوا تحت سقف واحد, وأضاف دبي تحولت خلال يومي الحدث قبلة لأكثر من الفي شخصية رفيعة المستوى من قادة الحكومات وخبراء السلام والأكاديميين والمتخصصين والمؤثرين الاجتماعيين أجمعوا على أن التسامح هو الشكل النهائي لقيام المجتمعات وتطورها.
ورش تفاعلية في اليوم الختامي للقمة العالمية للتسامح
اختتمت يوم أمس فعاليات القمة العالمية للتسامح التي نظمها المعهد الدولي للتسامح التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد ال مكتوم العالمية ، برعاية كريمة من صاحب السمو السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» تحت شعار «تحقيق المنفعة الكاملة من التنوع والتعددية:مجال حيوي للابتكار والعمل المشترك» بورش عمل تفاعلية حظيت بحضور جماهيري كبير خاصة من طلبة الجامعات حيث تناولت اولى الورش «مسالة ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ دور اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎواة ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻮاﺟﺒﺎت ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻷﺻﻴﻠﺔ»، استعرضت خلالها ثريا أحمد عبيد عضو مجلس ادارة مركز التطوير الاستراتيجي في وزارة الاقتصاد والتخطيط بالمملكة العربية السعودية ، المدير التنفيذي السابق لصندوق الامم المتحدة للاسكان تجربتها كاول امراة سعودية تتقلد منصبا في صندوق الامم المتحدة بمشاركة هدى الحليسي عضو مجلس الشورى السعودي نائب الرئيس السابق في جامعة الملك سعود.
تطرقت ثريا أحمد عبيد الى عملها في الامم المتحدة الذي امتد لقرابة 35 عاما، لتعمل بعدها الى جانب 30 سيدة سعودية أخرى في مجلس الشورى، كما عمدت الى فتح الباب للشابات السعودية للتحاور معها حول تحديات العمل وكيفية التغلب عليها من خلال تجربتها الثرية التي تعدت محيطها العربي .
تضمنت الورشة التفاعلية اسئلة متعددة عن دو رالتسامح في تمكين المراة وكيف يمكن للتفاهم الحضار أن يرتبط بها بشكل اساسي ، والفرق بين المعادلة والمساواة بين الجنسين والعلاقة بين القانون المكتوب وتطبيقاته، حيث جابت عنها الدكتورة ثريا عندما قالت أن التمكين كلمة راجت مؤخرا رغم أن الدين الاسلامي منح المراة حقها بنصوص قرانية سبقت كل التشريعات، وأن جميع الأديان تتضمن حقوقا متساوية للرجل والمراة ، بل وأن كل الاديان تركزت في صون كرامة الانسان وجعلتها محورا أساسيا لها .
وتطرقت الدكتورة ثريا الى بعض القوانين والأنظمة العالمية التي تطبقها غالبية الدول عالميا ، وقالت تعاملنا مع كثير من الحالات أثناء عملي في الامم المتحدة منها زواج القاصرات , الاغتصاب وغيرها ،وطورنا عدسة ثقافية تعمل على تحليل المجتمعات والنظر اليها عن كثب لوضع الحلول والتغلب على المشكلات التي تواجهها.
وأشارت الى الظروف التي مكنتها من النجاح كسيدة سعودية ومنها اصرار والدها على أن تتعلم في وقت لم يكن هناك مدارس في السعودية حيث أبتعثها والدها الى القاهرة لتكمل تدريسها وبعدها حصلت على أول منحة دراسية للدراسة في الجامعة، ومن ثم تم تعيينها من خلال كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة ،الذي وضعها في الامم المتحدة وكيف فعل ذلك مفاجئا الجميع بوجود سيدة عربية ومن السعودية في هذا المنصب الحساس، ومن ثم زوجها الذي راعى ظروف عملها .
الدكتورة هدى الحليسي تحدثت عن الظروف التي مكنت المراة السعودية من المنافسة والعمل في مناصب قيادية اقتصادية وسياسية والظروف الصعبة التي تعاني منها النساء في أكثر من بقعة في العالم ،وكيف يمكن أن يساعد التسامح في خدمة المراة وتطويرها ومنحها الفرص كاملة غير منقوصة .
وقالت نريد تسليط الضوء على بعض الاشكاليات التي تواجه المراة بشكل عام ونحن في دول مجلس التعاون الخليجي بفضل الحنكة التي تتمتع بها القيادة الرشيدة وضعت تمكين المراة في المقدمة , وليس ادل من ذلك في دولة الامارات مثلا تتقلد النساء مناصب سياسية ، واقتصادية وعلمية حساسة وهذا بفضل الثقة التي منحت لها فجعلتها تعمل مستندة الى الثقة الممنوحة لها.
وتحدثت بلغة الارقام عن واقع مغاير تعايشه النساء اللواتي يتعرضن للختان أو لحالات الحرق بعد وفاة الزوج ،وبعض الانظمة والقوانين لا تسمح بتوريث المراة بل وتحرمها من حقها في امتلاك الاراضي فيما يحق للرجل في بعض الدول من منع زوجته من العمل ، وقالت ان 49 بلدا لا تحصل فيها المراة على حقها فيها و30 بالمائة من النساء حول العالم يمتلكن اراضي وهي نسبة ضئيلة ، وأشارت الى أن هناك طريق طويل امام تمكين المراة ..
الدكتورة ثريا أحمد لخصت ما يجب عمله في مقولة لها مفادها ان الثقافة ليست جدارا لتسقط ،بل نافذة ننظر من خلالها لانفسنا لنرى ما هو سلبي وما هو ايجابي وبارادة ذاتية نعمل على التحسين ،وبهذه الطريقة يمكن لنا أن نكون جزء من العالم الذي وقعنا معه اتفاقيات دولية ، وعادت للتاكيد على أن الدين الاسلامي في نصوصه وآياته تاكيد على قيم التسانح والعدالة وقبول الاخر ، وقالت أن جزء من رؤية 2030 هي كيفية اعداد المراة وتمكينها في التعليم والاقتصاد لزيادة الاعداد والحقوق المتساوية , منتهية بالقول «المراة لاترتقي لمناصب عليا ولا زالت تحارب رغم امتلاكها للخبرات والشهادات وهو ما يجب ان نعمل عليه بصورة مكثفة».
الموسيقى ولغة التسامح
اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻧﻮرة اﻟﻤﺰروﻋﻲ أﺳﺘﺎذ ﻣﺴﺎﻋﺪ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ، قدمت ورشة عمل بعنوان التسامح عبر الفنون الجميلة حيث ركزت ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن ، وﻫﻮ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ. باعتبار اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻟﻐﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻼﻣﺲ ﻗﻠﻮب ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﻌﻮب ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﻴﺘﻬﻢ أو ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﻢ،معتبرة اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻨﻘﻞ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺴﻼم واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻢ.
وركزت الدكتورة المزروعي على أرﺑﻌﺔ أﺑﻌﺎد خلال حديثها الاولى ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة اﻷﻓﺮاد،ثم آﺛﺎر اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼم اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.وكيف تلعب اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ دورا في اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻀﺎرات واﻟﺸﻌﻮب ،وشددت على ان الموسيقى تهذب النفس وترتقي بالمشاعر الانسانية ما يؤدي الى التخلص من المشاعر السلبية ومن ثم الشعور بالسعادة وشيوع محبة الاخر .
وتحدث مشاركون في الورشة عن دور الفنون في انسنتة الانسان وتنمية خياله ما يجعله ايضا عاملا مساعدا لمحاربة الامراض النفسية وجمعها للشعوب كونها تجمعهم بعيدا عن حاجز اللغة والثقافة .
الاخلاق الوتد الذي يساعد على بناء المجتمع
وتحت عنوان « شباب اﻟﻴﻮم، ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻐﺪ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن واﻹﻳﻤﺎن ﺑﻘﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ» قدم الدكتور مالك يماني مدير عام مؤسسة ياماكوني ورشة حظيت بتفاعل نوعي تحدث فيها عن ضرورة تحديد المفاهيم وعدم خلطها ، ودور القدوة في حياة الشباب، وشدد على ضرورة أن يكون الشباب موسوعات ، كما كان علماء العرب قديما فعالم الرياضيات لديه المام تام بالعلوم والفلك والطب والتاريخ ،عندما كان الحصول على المعلومة يحتاج الى التنقل من دولة لدولة ، اما الان فكل المعلومات متاحة بكبسة زر، ومن هذاالمنطلق لا مبرر لعدم القراءة كما تطرق الى الحاجة الى التحلي بمهارات التفكير الناقد، كما اشار الى الحاجة الى اليقظة القيمية، مشددا على ان الاخلاق هي الوتد الذي يساعد على بناء المجتمع .
وقال الدكتور يماني أن المجتمعات تعاني من الجهل على الرغم من شيوع المعلومة وفقر النفس والبطالة على الرغم من كثرة الشهادات، وتفشي الجريمة رغم كثرة التشريعات، مضيفا اذا لم نستثمر في الانسان بصورة صحيحة لا نجد الا رفض لا واعي لمبدا التسامح ، وانتهى بالقول نحتاج الى مرجعية لتحديد الصواب والخطا ، ولتوجيه الابناء نحو القراءة كونها مفتاح لكل الاشكاليات، وركز على الحاجة الى اليقظة القيادية والنظر الى الامام والحلم بغد مشرق لا يقف على اطلال الماضي والحاجة الى فهم التاريخ والتمتع باليقظة العلمية ،كما أكد الحاجة الى حوكمة الدول لاستئناس تجارب الاخرين وليس استنساخها.
مركز للتسامح في محاكم دبي
وتناول ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺰرﻋﻮﻧﻲ رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ ﺗﺴﻮﻳﺔ اﻷﺣﻮال اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﺤﺎﻛﻢ دﺑﻲ في ورشته «وﻃﻦ ﻣﺘﺴﺎﻣﺢ، ﺷﻌﺐ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺼﺎدﻗﺔ وﻣﻨﺎرة ﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ» جهود محاكم دبي في تكريس قيمة التسامح من خلال جملة من الممارسات حيث تم اعتماد منظومة متكاملة في المحاكم تدعم التسامح وتحل الخلافات، مؤكدا ان التسامح جزء من اولويات الحكومة، معرجا على دور التسامح في خفض عدد القضايا التي ترد الى المحاكم ، مشيرا الى ان المحاكم في دبي دشنت مركز التسامح واتسويات في العام 2018 لكنها بدات فعليا بشكل غير رسمي في الـ2002 من خلال قسم الاصلاح الاسري واصلاح القضايا العمالية والتركات وانشاء قس التسويات ، والاحوال الشخصية ثم التسويات في التنفيذ انتهاءا بتدشين مركز التسامح والتسويات.
وسلط الزعوني الضوء على بعض الممارسات لمحاكم دبي التي رسخت مفهم التعددية الثقافية منها توفير الترجمة الفورية ل13 لغة مختلفة ،وتطبيق قوانين الدول الاخرى في الحالات الزوجية وتوفير خدمات التركات لغير المسلمين وتوثيق عقود الزواج في الكنائس .
على نهج زايد
وبعنوان ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ زاﻳﺪ قدم كل من ﻋﻤﺮ ﺣﺒﺘﻮر اﻟﺪرﻋﻲ اﻟﻤﺪﯾﺮ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ﻟﻠﺸﺆون اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﺎﻹﻧﺎﺑﺔ في اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺸﺆون اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻷوﻗﺎف وﺣﻤﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻀﻮ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن في الامارات ورشة ﻟﻐﺮس ﻗﻴﻢ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺑﻨﺎء واﻷﺟﻴﺎل ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن، ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه. تحدثوا فيها عن سيرته العطرة ودوره في تكريس قيم التسامح والتعاضد ومساعدة الملهوف، متحدثين عن شواهد حقيقية ومساعدات قدمها رحمه الله دون النظر الى عرق او دين او لغة وانما كانت مساعداته لغايات انسانية بحتة ، وتطرق المشاركان الى أﺳﺎﺳﻴﺎت أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻮار وﺗﻘﺮﻳﺐ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ واﺣﺘﺮام اﻟﺮأي اﻵﺧﺮ لاسيما بين الطلبة ..واثر التسامح في حياتنا وابرز المعالم التي تعكس قيمة التسامح في الدولة منها مسجد الشيخ زايد معهد التسامح الدولي وزارة التسامح وغيرها ، واختتمت الورشة بمقولة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة حفظه الله التي طلب فيها من الاباء والامهات تعليم ابنائهم هذا ما كان يحبه زايد وهذا ما كان لا يحبه زايد ، وأن نضع كلمات الشيخ زايد دوما في الصدور وفي مقدمة الدستور.
تعزيز التسامح في التعليم
ورشة تعزيز اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻴﻢ اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ودور اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑﻴﻦ ﻃﻼﺑﻬﺎ كانت اخر الورش التي تضمنتها أجندة الحدث قدمها كل من الدكتور ﺷﺒﻞ ﺑﺪران ﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻷﺳﺒﻖ رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ، ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺪﻛﺘﻮر ﺧﺎﻟﺪ ﺻﻼح ﺣﻨﻔﻲ ﻣﺤﻤﻮد أﺳﺘﺎذ أﺻﻮل اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ، ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻀﻮ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻻﺳﺘﺸﺎرﻳﺔ ﻟﻤﺠﻠﺔ دراﺳﺎت ﻓﻰ ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋر.
وأكد الدكتور شبل بدران عميد كلية التربية الأسبق رئيس لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة جامعة الإسكندرية جمهورية مصر العربية على ضرورة نشر ثقافة الحوار في مجتمعاتنا وخصوصا الطلابية ، مشيرا الى أن للحوار لغة خاصة تستند أساسا على الاستماع للرأي الاخر وتقبله واحترامه بعيدا عن قناعاتك الشخصية به ، وقال بدران إن تعزيز قيم المواطنة والتسامح في المؤسسة التعليمية ضرورة ملحة تتطلب سلسلة من الإجراءات والخطوات ومنها عمل مقررات دراسية للتسامح في المناهج الدراسية ونشر الوعي حول دور وسائل التواصل الإجتماعي اليوم وأثره سواء سلبا أو إيجابا على نفوس وسلوكيات أولادنا .
وأضاف أن العمل على بناء دولة المؤسسات وسيادة القانون بالإضافة الى بناء مجتمع يقوم على اسس الجدارة والاستحقاق كلها مبادئ تصب في ترسيخ قيم التسامح والإخاء، واستشهد بدران بمقولة العالم المصري الشهير أحمد زويل رحمه الله ( الغرب ليسو عباقرة ونحن أغبياء هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل)..
ونوه الدكتور خالد صلاح أستاذ أصول التربية جامعة الإسكندرية جمهورية مصر العربية الى الدور الأساسي الذي تلعبه الجامعات العربية في تعزيز ثقافة التسامح بين طلبتها في ظل الواقع الراهن للعالم العربي وانتشار تيارات التطرف، موضحا أن الجامعات العربية قطعت شوطا في هذا المجال من خلال اتخاذها طرق عدة مثل إقرار مساقات دراسية ضمن المناهج التعليمية وتنظيم الندوات التوعوية والثقافية وإقامة الفعاليات والرحلات والمعسكرات والمنتديات والأنشطة الترفيهية والتعليمية التي من شأنها تقليص المسافات بين الطلبة بثقافاتهم المتعددة وتعزز التقارب وفهم الاخر وتقبله كما هو تحت مظلة التعايش والتسامح. بالإضافة الى تدريب الأساتذة على طرق التدريس الحديثة مثل التعلم النشط والتعاوني .
كما تناول مفهوم التسامح ومضامينه وأبعاده الفكرية والفلسفية وكيفية تطور مفهوم التسامح عبر التاريخ قائلا إن التسامح يعني التعايش والمسامحة والعفو والتساهل ولا يعني أبدا الضعف أو الإنفلات ..
وأضاف أن الطبيعة الإنسانية وتركيبة المجتمعات تقوم على التنوع والتعدد والإختلاف وتكمن المهارة في تعلم كيفية تقبل الاخر واحترام ارائه في مختلف المجالات الحياتية ،فلا يقتصر التسامح على النواحي الدينية فهنالك تسامح سياسي وثقافي وفكري واجتماعي وعلمي
توقيع «سبع» مذكرات تفاهم خلال القمة
جرى توقيع سبع مذكرات تفاهم مع المعهد الدولي للتسامح التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد ال مكتوم العالمية، خلال انعقاد القمة العالمية للتسامح وشملت قائمة الجهات التي تم ابرام مذكرات تفاهم مشترك معها سبعة جهات مختلفة محلية وخليجية وعالمية هي :جمعية الامارات لحقوق الانسان في دبي، وكليات التقنية العليا في دبي ووزارة الخارجية والتعاون الدولي في الامارات.. والاتحاد العالمي للسلام في الولايات المتحدة الأمريكية، و مبادرة الأديان المتحدة من الولايات المتحدة الأمريكية، ،والمؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار الوطني ومقرها البحرين ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في المملكة العربية السعودية .
وتأتي الاتفاقيات في إطار حرص المعهد على تعزيز العلاقات مع الهيئات والمؤسسات والجهات المحلية والعالمية حيث تتماشى بنود الاتفاقيات مع خطط المعهد الرامية الى تكريس قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر لبناء عالم يسوده التسامح في مجتمع متعدد الثقافات، والقيام بكل ما يتعلق بالتعاون في المجالات المختلفة..، وتشمل نطاقات التعاون المجالات التسويقية،والعلمية، والبحثية،والثقافية،والتطويرية وكل ما من شأنه تحقيق المنفعة المشتركة من بناء علاقات نموذجية ، وتنفيذ برامج ومشاريع مشتركة في مجالات التقارب وتعزيز أواصر التعاون بما يخدم أهدافهم في بناء الإنسان والتقارب الفكري والإنساني وجعل دبي منارة اشعاع حضاري.