دائما ما نجد أن الشارع المقدس يأمرنا ويحثنا نحن كمسلمين على مراجعة النفس يوميًا في كل ساعة ولحظة، لأن في مراجعة كل ما نقوم به من عمل أو فعل أو قول سوف نجد أنفسنا في بعض الأحيان أو أغلبها قد ارتكبنا الأخطاء وهذه الأخطاء قد تكون ذات مردود سلبي جدًا علينا في الحياة بشكل عام وفي دار الآخرة بشكل خاص.
وسيكون سبب الهلاك هو أن الخطأ البسيط والصغير الذي لا نشعر به يمر علينا مرور الكرام في حالة عدم مراجعة أنفسنا وأفعالنا وتصرفاتنا وأقوالنا وبالتالي سوف تتراكم الأخطاء حتى نجد أنفسنا قد أصبحنا أشبه بالمدمنين عليها، ولا يمكننا تركها، وهذا ما سيولد لدينا حالة من العناد واللامبالاة في ارتكاب الخطأ مما يؤدي إلى الطغيان في التصرف والقول والفعل وتكون نتيجته الخسران في الدنيا والآخرة، كما أوضح ذلك سماحة المحقق المرجع الصرخي في كتاب (المنهاج الواضح) حيث قال: ((على الإنسان التأمل والتدقيق في ما صدر عنه فيلوم نفسه على أخطائه وزلّاته ويحزن ويندم لذلك ويتوب ويعاهد الله على عدم تكرار ذلك، وبخلاف هذا المستوى سيجد نفسه في طغيان وغفلة ساحقة ومهلكة..)).
لهذا من الضروري جدًا على الإنسان أن يقوم بمراجعة ومحاسبة نفسه ومراقبتها من خلال المراجعة والتدقيق في كل ما يصدر منه وهو بذلك أي من خلال هذه المراقبة والمحاسبة والتدقيق فإنه سوف يقوّم نفسه بنفسه ويصحّح تصرفاته وأفعاله وأقواله فيسير نحو التكامل النفسي والروحي، ويكتب لنفسه النجاة في حياة الدنيا والآخرة.
http://c.up-00.com/2018/11/154221370327661.jpg