هل تعود روسيا مجددًا إلى (أفغانستان)؟ ربما.. ولكن هذه المرة (سياسيا) وليس (عسكريا). إن المتابع للتطورات الأخيرة في أفغانستان يلاحظ اهتماما روسيا كبيرا بتطورات الأوضاع في أفغانستان إلى حد المنافسة السياسية للنفوذ الأمريكي هناك.
فقد بدأت في موسكو يوم الجمعة الماضي أعمال اجتماع دولي حول أفغانستان يسعى إلى الإسهام في بدء حوار بين (كابول) وحركة طالبان، والبحث عن حل سلمي للنزاع هناك. وقد دعت روسيا إلى الاجتماع المنعقد في أحد الفنادق الفخمة في موسكو كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والهند وإيران والصين وباكستان، والجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى، وعددها خمس جمهوريات، ومن جهتها أعلنت (واشنطن) أنها تدعم الحوار، لكن لا يمكن لأي حكومة بما في ذلك روسيا أن تحل محل الحكومة الأفغانية في المفاوضات المباشرة مع حركة طالبان، بينما ترفض حركة (طالبان) من جهتها التفاوض مع حكومة كابول لكونها تعتبرها غير شرعية وتابعة لقوات (الاحتلال) الأمريكي، ولذلك فإنها تريد التفاوض مباشرة مع (واشنطن).
وقد قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس الماضي إن (زلماي خليل زاد) مبعوث الإدارة الأمريكية الخاص للسلام في أفغانستان سيزور (كابول) وباكستان والإمارات وقطر من 8 إلى20 نوفمبر الجاري لدفع مفاوضات السلام مع حركة طالبان، وقالت (الحركة) إن خليل زاد اجتمع مع قادتها في قطر الشهر الماضي في إطار جهود لإيجاد سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عامًا. وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها: (دعا الممثل الخاص «خليل زاد» الحكومة الأفغانية وطالبان إلى تشكيل فرق تفاوض موثوقة في جولته السابقة في المنطقة في شهر أكتوبر الماضي، وتشجع برؤية الجانبين يتخذان خطوات في هذا الاتجاه).
إذن.. هناك سباق ماراثوني (أمريكي– روسي) ساحته الأولمبية هي أفغانستان، لكن هذه المرة تكتفي (موسكو) بالتحرك الدبلوماسي والسياسي مستعينة بحركة (طالبان) لتحقيق فوز هناك، بينما (واشنطن) تمسك بالخطين معًا العسكري والسياسي، مستعينة بحكومة كابول.. فهل تقود المصالح المشتركة بين روسيا وأمريكا إلى التفاهم، وإيجاد حل سياسي في أفغانستان بدلاً من الحرب المدمرة هناك؟