نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: الحنان مع إيران!

بينما يواجه النظام الإيراني أزمته الحادة مع الدنمارك وبعض الدول الأوروبية الأخرى في أعقاب إفشال مخططه لتصفية معارض إيراني على الأراضي الدنماركية، الأمر الذي استدعت بسببه الدنمارك سفيرها من طهران، وسفير النظام الإيراني في كوبنهاغن، يسود الهدوء الإعلامي وتصمت المنصات الاجتماعية ولا توجد هناك أي فرقعات إعلامية أو إثارة لملف الإرهاب الإيراني على الأراضي الدنماركية وقبل ذلك الفرنسية.

ويوم أمس، ذكرت مصادر إعلامية تابعة للمعارضة الإيرانية أن السلطات الدنماركية عثرت على قائمة إرهابية إيرانية باسماء معارضين إيرانيين ينوي النظام الإيراني العمل على تصفيتهم على الأراضي الدنماركية، وهو أمر بالغ الخطورة، ويمثل إرهابًا عابرًا للقارات والبحار، يمارسه النظام الإيراني من دون الاكتراث بسيادة الدول على أراضيها، ومن دون الأخذ بعين الاعتبار أن مثل هذا العمل يعد خرقًا فاضحًا للقوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية.

ورغم خطورة الأمر، وفداحته، فإنه لا توجد أي حرب إعلامية على النظام الإيراني، ولو حتى بنسبة 5%، مقارنة بما فعلته وسائل الإعلام الغربية فيما يتصل بقضية وفاة جمال خاشقجي. أما النظام الإيراني فقد اعتبر أن اتهامه بالتخطيط لتصفية معارضين له بأنه «مؤامرة» وأن إسرائيل وجهاز استخباراتها «الموساد» يقفان خلف هذه «المؤامرة». إلا أن هذه التصريحات الإيرانية لا يبدو أنها تقنع أحدًا في أوروبا، حيث بدأت بعض الدول الأوروبية تتماشى فعلاً مع الموقف الأمريكي تجاه النظام الإيراني وتفسح المجال للعقوبات الأمريكية على النظام الإيراني بل وحتى الإسهام فيها.

لكن مع كل ذلك، يبقى أن صوت الإعلام العالمي عمومًا والأوروبي خصوصًا تجاه إيران يتسم بالحنان والعطف والهدوء، مهما فعل النظام الإيراني، ومهما كانت فداحة أفاعيله، تمامًا على عكس طريقة تعاطي الإعلام الغربي مع أي ملف يخص دول الخليج بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص.

نقلا عن صحيفة الخبيج البحرينية

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button