مع كِثرَة المذاهب في الدين الإسلامي كثر المتعنصرين لمذهبهم دون المذاهب الأخرى وهذا أمر طبيعي لكن هناك من جعل العنصرية للمذهب سبباً في التكفير والقتل وسفك الدماء وتفريق المسلمين، ومثل هؤلاء أصبح بضاعة لأعداء الإسلام ممن يسعون إلى شرذمة الأمة حتى يتسنى لهم ملئ الفراغات التي تسببها الفرقة والطائفية المقيتة ضمن مبدأ ( فرق تسد ) حتى يتم تمرير المشاريع الإستعامرية بموافقة وقبول المسلمين من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فكان هؤلاء العنصريين هم المعول الذي يضرب جدار الوحدة الإسلامية …
فكانت بضاعة – ولا زالت – هؤلاء العنصريين هي الآراء والأفكار والفتاوى المتطرفة المتشددة القائمة على التكفير والقتل وسفك الدماء المخالفة المنهج العام للإسلام من قرآن وسنة نبوية شريفة وبدفع وتحريض وتبني من قوى الإستعمار التي تعمل على تفريق المسلمين، وكانت كتب ومؤلفات ابن تيمية بشكل خاص هي الزاد والمؤونة لهؤلاء، ولذلك نجد إن التنظيمات الإرهابية العالمية المعروفة على مستوى العالم هي تنظيمات تتبنى فكر وآراء ابن تيمية فتمارس عمليات القتل والتهجير والإبادة والتخريب وبشكل عنصري كبير جداً وتأخذ الشرعية من آراء وفتاوى ابن تيمية …
ولهذا بات من الواجب الشرعي والعقلي والأخلاقي والديني التصدي لهذا الفكر القاتل وهنا نحن لسنا ضد الفكر بما هو فكر نظري يبقى في بطون الكتب وإنما نحن ضد توضيف هذا الفكر في السلوك العملي وإخراجه من الجانب النظري إلى الجانب التطبيقي، فالفكر يمكن مناقشته ومواجهته فكرياً وهذا السجال العلمي لا يمكنه أن يسبب الخراب والدمار والقتل وسفك الدماء لكن إذا تحول السجال والنقاش العلمي إلى معركة حقيقية وتم تبني الفكر وتوظيفه تطبيقياً على ارض الواقع هنا يكمن الخطر الكبير ، ولهذا نجد إن المرجع المحقق الصرخي الحسني قد تصدى لفكر ابن تيمية وهذا ما أشار إليه سماحته في بيان 56 (( وحدة المسلمين في نصرة الدين )) حيث قال …
{{… نجد أصحاب الفكر العنصري التكفيري يفسّرون كما يشتهون فيتبنّون وبصورة كليةٍ رئيسةٍ افكار واراء وفتاوى وكتابات ابن تيمية أو ما نُسِب اليه التي بظاهرها او حسب تفسيرهم وتأويلهم لها تخالف وتعارض وتناقض القران الكريم وتخالف ضرورات الاسلام والمسلمين وما ورد عن الرسول الأمين نبي الرحمة وصاحب الخُلق العظيم عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام والتكريم ، تلك الأفكار والفتاوى التكفيرية العملية التطبيقية المنسوبة الي ابن تيمية والتي بسببها وكردِّ فعلٍ عليها حَكَم ائمةُ المذاهبِ الاربعة في عصره بفسقِه وضلالتِه وكفرِه كما حكم بذلك من لحقهم …. ونحن نكرر ونؤكد القول بأننا لا نعترض على الفكرِ وتبنّيهِ ولكنَّ اعتراضَنا على خروجه من النظرية والفكر الى العمل والتطبيق وتوظيفِه في الافتراء والافك والبهتان على الاخرين و تكفيرهم واباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم …فالخطورة ليست في الفكر النظري والبحث العلمي بل في الترجمة العملية والتطبيق الخارجي التي ترتب ويترتب عليه المهالك والقبائح والمفاسد …}}…
ومن يقول كيف لكم إثبات إن كتب ومؤلفات وآراء ابن تيمية مخالفة للقرآن وللسنة النبوية وماخلفة للمنهج العالم للدين الإسلامي بحيث صار العنصريين والتكفييرن يتبنونها لتنفيذ مشاريعهم وإشباع رغباتهم السادية ؟ نقول له يثبت لك ذلك في حال تابعت واستمعت بدون تعصب أو ميل وبروح وعقلية وسطية معتدلة تبحث عن الحق إلى سلسلتي البحوث التاريخية العقائدية التي ألقها المحقق الصرخي في مواجهة الفكر التيمي وهما :
سلسلة محاضرات : الدولة .. المارقة … في عصر الظهور … منذ عهد الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) ….
سلسلة محاضرات : وقفات مع….توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري …