في خضم انشغال العالم بمتابعة آخر التطورات والأخبار المتعلقة بمقتل الصحافي البارز جمال خاشقجي رحمه الله، دخل على واقع الأحداث موضوع التطبيع مع الصهاينة من قبل دول عربية عدة!
فزيارة مسؤولين إسرائيليين لبعض الدول الخليجية من الأمور التي أثارت التساؤلات لدى المواطن الخليجي: ما الذي يحصل؟ ولماذا هذه الهرولة؟ وبهذا التوقيت بالذات؟
التطبيع مرفوض لدى الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية، لأننا نتحدث عن كيان صهيوني محتل، سلب الأرض وسفك الدماء، وانتهك الحرمات ودنّس المقدسات.
كيان ما زال يحتل المسجد الأقصى – أولى القبلتين – ويعمل على هدمه ليبني على أنقاضه هيكلهم المزعوم.
نتكلم عن كيان استعماري غايته إقامة دولة «إسرائيل الكبرى» والتي حدودها من النيل إلى الفرات.
أستغرب في الحقيقة ممن يحاول التهوين من خطورة التطبيع مع الكيان الصهيوني، أو محاولة تبريره، بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم تصالح مع اليهود.
فهناك فرق بين الصلح الموقت وبين التطبيع، فالنبي عليه الصلاة والسلام عاهد اليهود عند قدومه إلى المدينة، لأنهم كانوا من أهلها، فلما ظهرت خيانتهم وغدرهم، قام بطردهم منها.
أما التطبيع اليوم فهو يعني الاعتراف بحق الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين، والتنازل عن القدس والأقصى، ويعني ضياع دماء الشهداء، و حرمان مئات الآلاف من المهجرين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم.
التطبيع هو أن تسمح للكيان الصهيوني بالتغلغل في مفاصل الدولة: الاقتصاد والإعلام.
وهم من أخبث الشعوب في السيطرة على الاقتصاد، ومن ثم العمل على التأثير في صنع القرار السياسي في أي بلد يتواجدون فيه «أميركا أوضح مثال».
سيستولون على المؤسسات الإعلامية بمكرهم وكيدهم، وسيعبثون في وحدة المجتمع، وسيسوّقون أفكارالتخاذل في مواجهة التغلغل الإسرائيلي في المنطقة، وسيعمدون إلى تجريم المقاومة، وجعلها في دائرة الاتهام والعقاب.
لذلك كله نرفض التطبيع ونعتبره خيانة للأمة.
نحمد الله تعالى أننا في الكويت ضد التطبيع حكومة وشعبا، ومواقف الكويت في المحافل الدولية خير شاهد على ذلك.
وعلى كل مخلص في هذه البلاد وعموم بلاد المسلمين أن يقاوم التطبيع، كلٌ بحسب مركزه ومنصبه وصلاحياته وقدراته وإمكاناته، حتى يأتي اليوم الذي يزول فيه الاحتلال، وهو آتٍ بإذن الله «ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله».