نون – أبوظبي
نظم مكتب شؤون المجالس بديوان ولي العهد، مساء يوم الاثنين، محاضرة في مجلس محمد خلف في منطقة الكرامة بأبوظبي، بعنوان “التاريخ المحلي بين التوثيق والتشويه”، قدمها المؤرخ جمال بن حويرب، المستشار الثقافي في حكومة دبي، وأدار الحوار فيها الإعلامي راشد العريمي.
وشهد المحاضرة معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وعبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع في اللجنة، وحسين محمد رئيس لجنة بيت الشعر بدبي، إلى جانب عدد من أهالي المنطقة ورواد المجلس من المثقفين والكتاب والشعراء والإعلاميين والفنانين.
وأكد المحاضر جمال بن حويرب، خلال المحاضرة، أن التاريخ يروي الحقائق ويقدم إفادات ذات دلالة تستند عليها الأجيال المتعاقبة، ويقوم الباحثين من خلالها ببناء الدراسات، وأن الحقائق التاريخية لابد أن تكتب بمسؤولية أكاديمية صحيحة، وهذا بالضبط ما نرجو أن يتحقق إزاء تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يضرب بجذوره عميقاً على مدى قرون ماضية، وليس من وقت قريب يربطه البعض بنشوء الدولة.
وأشار بن حويرب إلى أن التاريخ المحلي يعاني من نقص في عدد المؤرخين، حيث أن عدد المؤرخين في الدولة قليل جداً، وفي المقابل فإن هنالك عدد كبير جداً من العامة يبحثون عن تاريخ أو كتاب، وفي العادة فإنهم يلجؤون إلى محركات البحث مثل “جوجل”، و “يوتيوب” حيث عناوين مشوهة وأكاذيب كثيرة.
وأوضح أنه عند البحث عن “تاريخ الإمارات” في فهرس مكتبة دبي العامة سيجد الباحث 671 نتيجة، وفي فهرس المكتبة الوطنية بأبوظبي سيجد 903 نتيجة، حيث أن معظم هذه النتائج تدور حول دواوين شعرية وكتب ثقافية وأدبية وتراثية وغير ذلك من المواضيع المهمة، في المقابل يجد أن المؤلفات التي تتحدث عن تاريخ دولة الإمارات قليلة جداً.
وأفاد أن عمليات البحث المخصص في جوجل عن “تاريخ الإمارات” تظهر نحو 59 ألف و300 نتيجة، وعند استخدام البحث العام يحصل الباحث على أكثر من 400 ألف نتيجة، وخلال البحث المعمق نجد أن معظم عمليات البحث بالدرجة الأولى مصدرها “ويكيبيديا”، وفي الدرجة الثانية “مكتبة قطر الوطنية” ليجد الباحث أن كل ما كتب بعيد كل البعد عن تاريخ دولة الإمارات.
وتطرق بن حويرب للحديث عن بعض الأعمال الإعلامية والدرامية التي تتحدث عن تاريخ الإمارات، حيث أنها بحاجة إلى مراجعة وتدقيق من خلال الرجوع إلى أصحاب الخبرة والاختصاص، لتخرج هذه الأعمال بصورة موزونة وذات قيمة ومصداقية عالية، مضيفاً بهذا الخصوص، أن النقد البناء لأي عمل سيساهم في عدم تكرار الأخطاء، وإنتاج أعمال متكاملة وبصورة تعكس التاريخ دون وجود أي تشويه يذكر.
ودعا بن حويرب ضرورة تضافر الجهود الوطنية من أجل نشر الكتب التاريخية والترويج لها، وتكثيف التغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، وإنتاج مواد إعلامية (فيديوهات لمدة دقيقة وغيرها)، والعمل على نشرها بشكل مكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإعادة نشرها بين الفترة والأخرى.
وفي الختام، قال المؤرخ جمال بن حويرب، إن والدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله”، دعا إلى التسلح بالعلم والمعرفة وإطلاع الأجيال المتعاقبة على تاريخ الأجداد والآباء، حيث قال “رحمه الله”: «إن العلم والتاريخ يسيران جنباً إلى جنب، فبالعلم يستطيع الإنسان أن يسطر تاريخه ويحفظه للأجيال، ليطلعوا عليه ويعرفوا ما قام به الأجداد والآباء».