نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: العقوبات من أمريكا.. والتهديدات للخليج!

اليوم هو الخامس من نوفمبر، واليوم تسري العقوبات النفطية الأمريكية على النظام الإيراني مع إعفاء مؤقت لبعض الدول المعتمدة على البترول الإيراني ريثما تعيد ترتيب أوراقها وتوجد البدائل الملائمة، وقبل يومين هدد النظام الإيراني على لسان أحد أئمة المساجد في خراسان قائلًا إن إيران سوف تقوم بمحو السعودية والإمارات إذا ما تم فرض عقوبات على قطرة بترول إيرانية واحدة! منطق النظام الإيراني هو أنه حينما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات عليه بسبب دعمه للإرهاب فإنه يطلق تهديداته باتجاه دول الخليج العربي، التي بالطبع لن تقف متفرجة حتى ينفذ تهديداته.

المشهد الأهم فيما يحدث كله الآن هو الداخل الإيراني، إذ من المتوقع مع تدهور الأوضاع المالية وتضييق الخناق على الموارد الإيرانية أن ينعكس ذلك سلبا فيؤدي إلى تدهور أكبر للعملة الإيرانية، وما يتبعه ذلك من ارتفاع في الأسعار وتهاوٍ في القدرة الشرائية لدى المواطنين، أخذًا بعين الاعتبار أن ما يزيد عن ثلث الشعب الإيراني يقبع تحت خط الفقر، وهو أصلًا غير قادر على الإيفاء بأبسط متطلبات الحياة.

الداخل الإيراني لن يتحمل الضغط المقبل، لأن النظام سوف يسعى إلى الاستمرار في أنشطته المعادية حتى إن كان ذلك على حساب الشعب، وحتى إن كان ذلك يعني مزيدًا من الفقر والجوع والتردي في الأحوال. والمتوقع هو انفجار داخلي إيراني أقرب ما يكون إلى ثورة جياع، تفرضها الأوضاع المعيشية المتردية، ويسهم في إحداث زلزال حقيقي في كواليس النظام الإيراني.

لقد بدأ النظام الإيراني يسيِّر تظاهرات طلابية مؤيدة له، ومدفوعة الثمن،  وراح يحرق العلم الأمريكي وسط هتافات «الموت لأمريكا»؛ الهتافات الفارغة التي دأب النظام الإيراني على ترديدها في الوقت الذي كان يضع يده بيد من يسميه «الشيطان الأكبر» حينما كانت سياساته ملائمة ومتوائمة مع أهدافه تحت قيادة الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى