نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: لقد فشلت الحملة على السعودية

وفاة جمال خاشقجي تحولت من قضية تخضع -كما سواها- للتحقيق والتمحيص ومن ثم تطبيق العدالة، إلى قضية يمارس فيها الكثيرون الإسفاف الإعلامي الذي يصل إلى حد الابتذال. وكالة رويترز للأنباء كشفت أمس عن وجود عشرات الحسابات الإخبارية التي دأبت على ترويج أخبار ومعلومات زائفة حول قضية خاشقجي، وروسيا أعلنت أن قضية خاشقجي قد نجم عنها كم كبير من المكائد السياسية، وهو ما يؤكد أن الأمر يسير وفق خطة إعلامية معدة سلفًا لمثل هذا الحدث! قناة «الجزيرة» وحساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي لم تتوقف لوهلة واحدة عن إثارة الموضوع والعزف على أوتاره، بل واستغلت القناة اسم خاشقجي مرارًا ضمن حملة إعلامية خلال حفل أقيم بمناسبة تأسيس القناة، وراحت تذرف الدموع بشكل يدعو إلى الغثيان.

مسألة خاشقجي بأكملها تم استغلالها واستثمارها لاستهداف المملكة العربية السعودية، وهناك من ظن أنها تشكل فرصة سانحة للتأثير على صورة وموقف وشعبية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكن المملكة العربية السعودية تجاوزت كل ذلك، وتعاملت مع الأمر بحكمة بالغة، وهدوء، في الوقت الذي لم تتوقف فيه منافسة الصراخ والسعار التي مارستها جهات سياسية وإعلامية محسوبة على صناع القرار في بعض الدول الإقليمية، وأزعم أن الهدوء السعودي الذي قوبلوا به منذ بداية الأزمة حتى هذه اللحظة قد أصابهم في مقتل، وأفسد الأهداف الحقيقية التي سعى إليها كل من أراد النفخ في النيران.

إن ما انتهى إليه مشهد وفاة خاشقجي، سواء ما كشف أو ما لم يكشف بعد، هو أن المملكة العربية السعودية اليوم باتت أكثر ثباتًا واستقرارًا، وكل من حلموا بتغيير ولي العهد السعودي جراء هذه الأزمة عليهم أن يستيقظوا من أحلامهم، وأن يدعكوا أعينهم جيدًا، فقد فشلت حملة العلاقات العامة المعادية للسعودية.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى