نون والقلم

د.محمد مبارك يكتب: العشق الإيراني الأوروبي!

عجيب هو بالفعل أمر الدول الأوروبية، إذ بقدر ما يعمل النظام الإيراني على إيذائها وممارسة الإرهاب فيها وعلى أراضيها، فإن عددًا من الدول الأوروبية يبقى عاشقًا للنظام الإيراني ويلهث خلفه! من بلغاريا إلى بلجيكا إلى فرنسا والآن الحديث عن الدنمارك، لم يتورع النظام الإيراني عن الاعتداء على أراضي وسيادة هذه الدول، وعمل على ممارسة القتل الفاجر جهارًا نهارًا ومن خلال عمليات استخبارية هدفها إلحاق الضرر بأعداد كبيرة من البشر.

مع ذلك كله، تبقى المواقف الأوروبية تجاه النظام الإيراني ناعمة إلى أبعد درجة، وحميمية في كثير من الأحيان، فلا بيانات إدانة ولا استنكار ولا تهديد ووعيد ولا حتى إجراءات صارمة ظاهرة للعيان كي تقنع الشعوب الأوروبية على أقل تقدير!

في مقابل ذلك، لاحظوا كيف أطلقت بعض الدول الأوروبية مواقف شفوية متصلبة وتتسم بالتهديد والوعيد والتحريض باتخاذ مواقف جماعية ضد المملكة العربية السعودية فيما يتصل بوفاة جمال خاشقجي! حدث ويحدث هذا رغم أن خاشقجي مواطن سعودي وتوفي في واقعة مع سعوديين وعلى أراض سيادتها للسعودية، وليس للأوروبيين دخل في الأمر، ومع ذلك فقد جن جنونهم وحشروا أنفسهم في الموضوع وأطلقوا بياناتهم في كل اتجاه، في حين يصمتون صمت الأموات تجاه الإرهاب الإيراني الذي يستهدفهم هم في عقر دارهم!

مؤخرًا، تورط النظام الإيراني مجددًا في عمل إرهابي كان يخطط له في الدنمارك، لاستهداف مواطن دنماركي من أصل إيراني، وتم الإيقاع بالمخطط وفق معلومات قدمها الموساد الإسرائيلي إلى الأوروبيين، ورغم أن الدنمارك قد استدعت سفيرها من طهران كرد فعل على ما حدث، فإن المواقف الأوروبية بقيت كما هي وكالمعتاد، صامتة وساكنة وخائبة تجاه الإرهاب الإيراني، على عكس مواقفهم في قضية خاشقجي!

إنه لغز محير، هذه العلاقة الغرامية الغريبة بين الأوروبيين والإيرانيين، رغم كل الشر المستطير والإرهاب الذي يسلطه النظام الإيراني على الأراضي الأوروبية.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى