تحاولين جاهدة إخفاء مشاعركِ في موقف معيّن، إلا أنّ هذه المحاولات سرعان ما تبوء بالفشل، عندما ينظر الآخرون إلى تعابير وجهكِ، التي تفضح ما تخبئينه، فتعابير الغضب والفرح يعرفها الناس منذ الطفولة.
لكنّ دراسة نشرها موقع «الأخبار الطبية اليوم» الأميركي، عرضتْ نظرية أخرى، مبينة أنّ لون الوجه له دلالات أكثر دقّة من مجرد التعابير الطارئة، التي ترافق الحزن والغضب والفرح، وجاءت هذه النظرية خلال دراسة أجراها فريق من الباحثين، بقيادة العالم أليكس مارتينيز من جامعة أوهايو، ونشرت النتائج في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم.
للعواطف ألوانها
في هذه الدراسة، جمع مارتينيز وزملاؤه مئات الصور التي تبيّن تعبيرات مختلفة للوجوه، في قناتين لونيتين مختلفتين وهما الأخضر والأحمر والأزرق والأصفر.
ومن خلال التحليل بالكومبيوتر تبيّن لهم أنّ العواطف المختلفة شكّلتْ أنماطاً مختلفة للون، حيث تطابقت نوعاً ما، بغض النظر عن الجنس، أو العرق، أو لون البشرة.
ثمّ أراد الفريق التوصّل إلى حقيقة ما إذا كان بإمكان الناس التعرّف على المشاعر، من تعابير الوجه الملتصقة باللون، أم أنّ اللون وحده هو من ينقل المشاعر.
ولاختبار ذلك، وُضعتْ أنماطٌ مختلفة للتعابير، فعلى سبيل المثال، لون يرتبط بالسعادة على وجه محايد، وطلب من 20 شخصاً ممّن تُجرى عليهم الدراسة، محاولة تخمين الشعور الذي شعروا به من رؤية الصورة.
وخلال الدراسة خمّن 70% من المشاركين شعور السعادة استناداً على اللون، ونفس النسبة تعرّفت منهم على الحزن بينما خمّن 65% شعور الغضب.
ألوان ما حول الفم
وحسب ما توصل إليه مارتينيز من خلال الدراسات والتحليلات، فإنّ الألوان المختلفة تشير إلى حقيقة الشعور، فاللون الأصفر المائل للأزرق حول الفم والأخضر الأحمر حول الأنف والجبهة توحي بالشعور بالاشمئزاز. وعزّز الباحث هذه الملاحظة، إلى أنّ تغيّرات دقيقة في تدفق الدّم يسببها جهاز الدماغ العصبي في ظروف مختلفة متفاوتة. وخلص إلى القول، إنّ هذه التغييرات في اللون يتم استخدامها لتحديد ما يشعر به الآخرون سواء عن وعي أم لا.