نون والقلم

احمد الملا يكتب: احترام العقل هو المنجي… المحقق الصرخي موضحاً

منحنا الله سبحانه وتعالى جوهرة العقل التي ميزتنا بصورة كبيرة عن باقي المخلوقات بصورة عامة والكثير هي النصوص الشرعية التي تتحدث عن مخاطبة العقل والعقلاء والذين يستخدمون عقولهم، فبتحكيم العقل تكتب للإنسان النجاة في الدنيا والآخرة، فمن خلال تحكيم العقل والتجرد من حب الدنيا وزبرجها يصل الإنسان إلى غاية الكمال المطلوب منه، لكن متى ما ترك الإنسان عقله وجعل هواه هو المتحكم به فإنه يهلك إن لم يكن في الدنيا فهلاكه سيكون يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون .

ولنا خير مثال من واقعة الطف الأليمة في عمر بن سعد وبين الحر الرياحي، فالحر مع إنه خرج ضد الإمام الحسين «عليه السلام» لكنه أدرك نفسه بعدما حكم عقله وميز بين الحق والباطل فعرف إن الحق مع العقل وإن الباطل مع ملذات الدنيا فحكم عقله وتجرد من الهوى وإنتصر لنفسه قبل أي شيء وأنقذها من الهلاك في الدنيا وفي الآخرة، بينما نجد ان ابن سعد قد ترك عقله وتمسك بملذات الدنيا وفضل ملك الري الذي لم ينله على الحق ونصرة الحق وكان له الهلاك في الدارين.

لذا فإن تحكيم العقل بعيداً عن أي هوى وميل نفسي والبحث والتقصي عن الحق وأهله سيجعل الإنسان من الفائزين في الدارين وهذا يعني إنه قد انقذ نفسه من الهلاك، يقول المرجع المحقق الصرخي في مقدمة كتاب ( المهدي والنواب ) متحدثاً عن نعمة العقل {{… من نعم الله تعالى المتواصلة على الانسان ان منحة العقل الذي به يثيب وبه يعاقب ومن نعمه جلت قدرته منحنا القدرة على التفكير الصحيح والوصول الى الحصانه الفكرية وتكاملها بعد التجرد عن العواطف وحب الدنيا من زينة وزخرف واموال وواجهة ومنصب وغيرها …}}.

فمتى ما حكم الإنسان عقله واحترم هذا العقل وبدأ يفكر به دون أن يلجأ إلى غيره بالتفكير وجعل غيره من يفكر عوضاً عنه فقد نجى من الهلاك ولكن إذا صادر عقله ولم يحترمه فقد باء بالخسران، نعم نلجأ الى الآخرين كالمرجعيات الدينية في الأمور التي يقصر عقلنا عن ادراكها وفهمها ولكن لا نرجع إلى كل من يسمي نفسه مرجعاً بل إلى المرجع الثابتة مرجعيته وعلميته بالدليل والبرهان العقلي وهنا أكرر الدليل العقلي العلمي الشرعي الأخلاقي التاريخي وليس المرجعيات التي اصبحت مرجعيات بفضل الأموال والإعلام المأجور الضال المضل وشراء الذمم التي تفتقر إلى أبسط مقومات المرجعية الحقيقية فإن لجئنا إلى مثل تلك المرجعيات الفارغة فقد صادرنا عقولنا ولم نحترمها ولكن إذا كان رجوعنا إلى المرجعيات صاحبة الدليل العلمي والعقلي فقد احترمنا عقولنا فعلاً فتكتب لنا النجاة .

وكذلك عدم احترام العقل سيجعلنا كالدواعش يسهل التغرير بنا ونكون عبارة عن امعات يقاد بنا إلى الهلاك من حيث لا نشعر ، فكم من شخص لم يحترم عقله قد أصبح ارهابيا وتكفيريا وداعشيا ولهذا نجد إن الذهبي قد وصف أتباع ابن تيمية في رسالته للأخير حيث من ضمن ما قاله ((فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل أو عامي كذاب بليد الذهن )) وهذا خير شاهد على إن أتباع الخط التكفيري هم لا عقل لهم ولا يحترمون تلك النعمة التي أنعم الله بها عليهم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى