نون – دلما – الظفرة – أبوظبي
اختتمت مساء أمس السبت 27 أكتوبر، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان سباق دلما، الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي وبالتعاون مع نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، والتي انطلقت يوم 24 أكتوبر الجاري في جزيرة دلما بمنطقة الظفرة.
وقال عبدالله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أن المهرجان جاء انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وانعكاساً لرؤية القيادة الرشيدة في الحفاظ على موروث العادات والتقاليد والتراث الشعبي، معرباً عن امتنانه الكبير للرعاية الكريمة للمهرجان من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والتي تأتي في إطار حرص سموه على تشجيع أبناء المنطقة لصون الرياضات البحرية التراثية والتراث البحري وما يرتبط به من عادات وتقاليد.
وتوجه القبيسي بموفور الشكر لجميع الرعاة والداعمين للمهرجان، وخص بالذكر الشركاء الاستراتيجيين (شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، ومجموعة الربيع)، والرعاة (المسعود للسيارات، شركة الجرافات البحرية الوطنية، الفتّان)، والداعمين (ديوان ممثل الحاكم – منطقة الظفرة، دائرة التخطيط العمراني والبلديات – بلدية منطقة الظفرة، مجلس أبوظبي الرياضي، دائرة النقل، قناة بينونة، موانئ أبوظبي، جهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل، نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية، شرطة أبوظبي، والشريك الإعلامي الرسمي قناة ياس.
وثمن القبيسي المستوى المميز الذي قدمه المشاركون في هذه الدورة وأبناء جزيرة دلما، وحرصهم العالي في الحفاظ على موروثهم الثقافي والاجتماعي وصناعات الأجداد المرتبطة بالبحر وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي قدموها لجيل الشاب لضمان استمرارية هذا التراث العريق ونقله للأجيال المتعاقبة.
نظراً للتقلبات الجوية.. التعذر عن إقامة آخر يومين من المهرجان
حالت الظروف الجوية دون إتمام المهرجان في الموعد المحدد له سابقاً، والتعذر عن إقامة آخر يومين من المهرجان، ولقد كان من المقرر أن يختتم المهرجان يوم الاثنين 29 أكتوبر الجاري.
عشرات الفعاليات التراثية وسط أجواء من السعادة والفرح
شهد المهرجان خلال الأيام الماضية إقامة العديد من المسابقات منها (سباق دلما للمسافات الطويلة للقوارب الشراعية فئة 60 قدم، ومسابقة أكبر وزن لصيد الأسماك بالخيط، ومزاد للتمور، ومسابقات الطبخ للرجال والنساء، ومسابقات الأزياء التراثية للنساء والفتيات، ومسابقات الحياكة والتلي والخوص وغيرها من المسابقات التراثية).
كما شهد المهرجان إقامة معرض الصور الفوتوغرافية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والمرسم الحر، والعديد من الفعاليات التراثية التي شهدها المسرح الرئيسي (مسابقات، خفة يد، فقرات خاصة بالأسرة والطفل وغيرها)، وفعاليات فنية تراثية في الساحة الرئيسية للسوق أحيتها فرقة أبوظبي للفنون الشعبية، واستعراضات الألعاب النارية التي أضاءت أفق الجزيرة.
وضم السوق الشعبي للمهرجان 30 محلاً قدمت منتجات محلية لنحو 30 أسرة منتجة من مختلف المنتجات اليدوية من دخون وعطور وإكسسوارات وملابس نسائية وقهوة عربية، وكذلك منتجات الحرف التقليدية من السدو والتلي وسف الخوص، بالإضافة إلى محال تقدم بعض الوجبات الخفيفة والأكلات والحلويات الشعبية.
سعيد الحوسني يستعرض استخراج اللؤلؤ من المحار مع زوار المهرجان
حرص سعيد الحوسني أن يقدم باقة المحار الطبيعي الذي يحتوي على كميات من اللؤلؤ امام زوار مهرجان دلما، حيث يشرح للجمهور كيفية استخراج اللؤلؤ من المحار بشكل يعكس هذا الجزء من الحياة التراثية القديمة لأهالي الجزيرة بشكل خاص وأهل البحر في الإمارات بشكل عام.
واكد الحوسني أن تاريخ جزيرة دلما معروف في الغوص واستخراج اللؤلؤ، وأنه حريص على أن يواصل تلك المهنة بشكل جديد ومختلف، مضيفا أنه حريص على أن يواصل تلك المهنة بشكل يعكس مدى عراقة تلك المهنة الغالية.
وأوضح أن استخراج اللؤلؤ يعتبر مهنة الرجال في جزيرة دلما حيث ، كانت اللآلئ الطبيعية رمزا للأناقة، ومؤشراً مهماً على الثروة والمكانة الاجتماعية في الشرق الاوسط. وكان صيادون في الجزيرة يغوصون في عمق مياهه الدافئة بحثا عن اللآلئ التي كانت مصدر دخل رئيسيا لكثيرين، إلى أن تراجع سوق اللؤلؤ الطبيعي
وأضاف أنه كان لتجار اللؤلؤ دكاكين معظمها من الجريد أو الجص أو الحصى تقع على ساحل البحر يبيعون فيها معدات الغوص وصيد الأسماك وبعض السلع الغذائية مثل الأرز والسكر والقهوة وأدوات المنازل من أوان وغيرها، جدير بالذكر أن دلما اشتهرت كمحطة أو ميناء لمرور السفن التي تأتي من البصرة والكويت وسواحل السعودية والدول المجاورة.
وأشار الحوسني إلى أن اللؤلؤ هو أحد أنواع الأحجار الكريمة، وهو جميل المنظر ولكنّه باهظ الثمن، ويمتاز بألوانه العديدة وهي اللون الكريمي، والذهبي، والأسود، والأحمر، والأبيض، والأصفر، والأزرق. يتوفر اللؤلؤ بكثرة على شكل حبة الإجاص، بينما الشكل المثالي للّؤلؤ هو الشكل الدائري، كما أنّه يتوافر بعدّة أحجام، واللؤلؤ جسم صلبي ينتج بصورة ضئيلة من بلح البحر وكذلك البطلينوس، ولكنه يتكوّن بشكل أكبر في المحار بين الصدفة والجزء الرخوي، سواء كان يعيش في مياه عذبة أو مالحة، ويستطيع المحار إنتاج لؤلؤة واحدة فقط.
صناعات الخوص تبهر زوار المهرجان بفنونها المتميزة
رغم كونها من الصناعات القديمة التي اوشكت على الاندثار، إلا أنها تتجدد بعزم الأجيال المحافظة على صون هذا الموروث العريق، وقد عمدت لجنة إدارة الفعاليات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي على إدخال صناعة الخوص في المسابقات المختلفة التي تنظمها خلال المهرجانات والفعاليات المتنوعة التي تقام طيلة العام، حيث أن حضورها الدائم أثبت نجاح هذه الصناعة، وهو ما انعكس عليها من خلال الاقبال المتزايد عليها من الزوار والسياح للاحتفاظ بها كتذكار متميز لديهم.
وتوجهت ام يعقوب، احدى المشاركات في مسابقة صناعة الخوص والحرف التراثية، بالشكر إلى اللجنة المنظمة التي اتاحت لها هذه الفرصة للمشاركة في المسابقة مع باقي سيدات الجزيرة.
وتناولت أم يعقوب، الحديث عن هذا الإرث، قائلة «إن صناعة سعف النخيل اليدوية تعود بنا إلى الأيام السالفة، حيث كانت أدواتهم التي يستخدمونها في حياتهم اليومية مستوحاة من البيئة المحيطة بهم من يابسة وبحر وأشجار وغيرها».
وأشارت إلى أن الأدوات المشغولة من سعف النخيل تسمى بـ «الخوص»، ولها مسميات أخرى كثيرة منها «السعفيات» و«صناعة النخيل»، حيث تجمع أوراق سعف النخيل وتصنع باليد بطريقة «تجديلة» تضيق أو تتسع باختلاف الإنتاج، وتتشابك أوراق الخوص مع بعضها في العمل بعد أن تتحول إلى اللون الأبيض نتيجة تعرضها للشمس.