في يوم الجمعة 19 أكتوبر 2018 أعلنت المملكة رسمياً وفاة الصحفي الأستاذ جمال خاشقجي -رحمه الله -، وتشير الدلائل إلى أن وفاته كان نتيجة شجار واشتباك بالأيدي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول.
وفي مقابلة مع وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية، أكد رؤية حكومة المملكة التي أشارت إلى أن جمال خاشقجي مات على يد فريق أمني، وأجاب بأن ما حدث خطأ جسيم ومأساة. كما أشار إلى أنه ليس من المؤكد أن جميع أفراد الفريق الأمني كانوا داخل القنصلية عندما حدث ذلك، ومن المؤكد أن المعلومات التي نشرتها المملكة تعد أولية، ولم يتم التوصل إلى استنتاجات نهائية حتى الآن.
وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإصدار أوامره في هذه القضية، ومنها توقيف 18 مواطناً سعودياً في إطار التحقيق، بالإضافة إلى إعفاء خمسة مسؤولين من مناصبهم على خلفية القضية، وتشكيل لجنة لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة.
وتدل الأوامر التي أصدرها الملك سلمان في قضية وفاة خاشقجي على أن المملكة تسعى إلى معالجة هذه القضية بالعدل والشفافية اللازمة، كما أنها تدل على معاقبة أي متورط تثبت إدانته بعد التحقيقات التي ستقوم بها النيابة العامة بالمملكة، ويتم التعامل مع جميع المتهمين بحزم بناء على الإجراءات التي سوف تتخذ من أجل الوصول إلى الحقيقة كاملة من دون أي تضخيم إعلامي.
إن صدور الأوامر بشأن هذه القضية يؤكد أن إجراءات التحقيق ستكون واضحة ومقنعة للرأي العام الدولي، لما حدث من ملابسات مجهولة، كما أن الأوامر الخاصة بقرار تشكيل لجنة لإعادة تنظيم رئاسة الاستخبارات العامة تؤكد على أهمية تحديد ضوابط عملها ومهامها.
ومن الطبيعي أن هذه الأوامر تشير إلى جدية القيادة في المملكة على العمل بحزم وشفافية للوصول إلى الحقائق، وكشف ما يمكن أن يحدث من دون أخطاء أو مشكلات تضر بسمعة المملكة أو بقياداتها ومواطنيها.
رحم الله الأستاذ جمال خاشقجي، والعزاء لأسرته وأصدقائه..