أحيانا الإعلام الغربي يصنع ضجيجا صاخبا أكثر من الواقع.. هذا إن لم يكن هذا الضجيج مقصودا طبعا لأطماع سياسية واقتصادية ضد دولة عربية هنا وأخرى هناك.. فعلوا ذلك مع مصر والبحرين عام 2011.. ويفعلون ذلك الآن مع (السعودية) حيث يشنون حملة شرسة ضد المملكة متخذين من قضية (خاشقجي) (قميص عثمان) في حملتهم تلك.. دول غربية هددت السعودية بعدم تصدير السلاح لها! وأخرى هددت بمحاكمة دولية! وآخرون هددوا بمقاطعة اقتصادية واستثمارية! ولاحظوا أنها التهديدات نفسها التي صدرت بحق البحرين ومصر عام 2011 حين أرادوا تصدير ما أسموه (ثورات الربيع العربي) إلى مجتمعاتنا.
بالأمس اطلعت على خبرين لا يلتفت إليهما الإعلام الغربي رغم أهيمتهما.. الأول يقول إن العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي اتصلا بنجل الفقيد (خاشقجي) وهو (صلاح جمال خاشقجي) للتعزية في وفاة والده.. وأن (صلاح) الابن عبر عن عظيم شكره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد على المواساة والتعزية له ولأسرته في الفقيد.
هذا الخبر لا يهم الإعلام الغربي، لأنهم لا يعرفون طبيعة العلاقات الاجتماعية والأسرية التي تحكم مجتمعاتنا العربية التي تظل لها قوة مؤثرة في خلق أجواء المودة والسلم الاجتماعي، وتعاطف الحاكم مع المحكوم، والقيادة مع المواطنين.
الخبر الثاني أيضا يتعلق بالسعودية، حيث انطلقت في العاصمة الرياض يوم أمس فعاليات (مبادرة مستقبل الاستثمار 2018)، وكشف صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن برنامج المبادرة في نسختها الثانية، والذي يتضمن أكثر من 40 جلسة على مدار 3 أيام، بمشاركة أكثر من مائة متحدث من القادة والمستثمرين والمبتكرين العالميين من أكثر من 140 مؤسسة دولية.
وهذا المؤتمر الاستثماري السعودي هددت بمقاطعته بعض الشركات الأمريكية والأوروبية، بل نفذت مقاطعتها.. لكن ها هو (المؤتمر) ينعقد في السعودية بمشاركة كبيرة من مختف شركات العالم الاستثمارية.. وفي نهاية المطاف نكتشف أنهم يريدون من خلف كل هذا (السُّعار) الإعلامي ابتزاز السعودية.. لكنهم سوف يفشلون، لأنهم جميعا في الغرب يحتاجون إلى (السعودية) وليس العكس.