دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بمحاكمة الـ 18 شخصاً المتهمين بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماعه مع أعضاء حزبه “العدالة والتنمية” الحاكم في البرلمان.
وبدأ أردوغان كلمته بتقديم العزاء للشعب السعودي في وفاة جمال خاشقجي، مشيراً إلى خطوات التحقيق التي اتخذتها الشرطة التركية بعدما أبلغت خطيبته بعدوم خروجه من مبنى القنصلية.
وأضاف أردوغان أنه “في الأول من أكتوبر قبل يوم من الجريمة في الساعة الرابعة والنصف أتى فريق من السعودية وانتقل أولا إلى الفندق ثم إلى القنصلية بجانب فريق آخر جاء في طائرة خاصة وذهب إلى غابات بلجراد وفتش هناك، وبعدها جاء فريق آخر على طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية وانتقلوا إلى الفندق ثم إلى القنصلية”.
وكشف الرئيس التركي أنه في يوم عشية اختفاء خاشقجي، “جرى إزالة الأقراص الصلبة لكاميرات التصوير من داخل القنصلية”،مضيفاً أن “السعودية رفضت الاعتراف بجريمة القتل واستدعت مراسل رويترز لإثبات انه لا توجد جريمة في الموقع”، موضحا “هذه الحادثة جرت في إسطنبول ونحن في مقام السؤال والمسؤولية”.
ودعا الرئيس التركي، إلى إعادة النظر في اتفاقية فيينا الدولية حول حصانة المقرات الدبلوماسية، لافتا أن هذه الاتفاقية منعت الأمن التركي من استجواب الدبلوماسيين السعوديين. وقال: “اعتقد أن اتفاقية فيينا حول حصانة المقرات الدبلوماسية أصبحت على المحك الآن”، مضيفا “اتفاقية فيينا لم تمنح إمكانية استجواب العاملين في القنصلية وينبغي إعادة النظر فيها”.
واعتبر أردوغان أن اعتراف المملكة العربية السعودية، بجريمة مقتل خاشقجي، هو أمر مهم، لافتا إلى ثقته بحسن نيّة العاهل السعودي ورغبته في كشف الحقيقة.
وأشار أردوغان إلى أنه في يوم 14 أكتوبر تم التواصل مع العاهل السعودي، مقدماً له بعض الأدلة “وأبلغه بأن القنصل لا يتمتع بالكفاءة”.
وأضاف أن “السعودية قامت بخطوة مهمة بالاعتراف بحدوث الجريمة وأؤمن بحسن نية الملك سلمان، وبأنه سيتعاون معنا، وأؤمن بان إجراء التحقيق من قبل لجنة محايدة شي مهم”.
وتساءل الرئيس التركي عن سبب عدم العثور على جثة خاشقجي حتى الآن، مؤكداً أنه يجب ألا يعتقد أحد أن التحقيق في قضية خاشقجي سينتهي دون الإجابة على جميع الأسئلة، كما اقترح على السعودية محاكمة المتهمين الـ 18 في إسطنبول.
وأكد أردوغان أن حادثة مقتل خاشقجي “كان مخططا لها مسبقاً”، مشيراً إلى أن السلطات توصلت إلى أنه تم تسليم الجثة إلى متعاون محلي، مطالباً السعودية بالكشف عن هوية هذا المتعاون المحلي.
