انطلقت فعاليات اليوم الثالث لـ « مزاد ليوا للتمور » مساء أمس الأحد، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، والتي أقيمت في مجلس البطين التابع لمكتب شؤون المجالس بديوان ولي العهد في أبوظبي، وتستمر فعاليات المهرجان التي انطلق يوم 11 أكتوبر لغاية 20 أكتوبر الجاري.
وشهد المزاد، معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس اللجنة، والسيد عيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، والسيد عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في اللجنة، والسيد عبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع في اللجنة، إلى جانب عدد من أهالي المنطقة ورواد المجلس وعشاق التمور.
ويعتبر مجلس البطين المحطة الثالثة للمزاد في رحلة تنقله بين مجالس إمارة أبوظبي بعد أن عرج في رحلته خلال الأيام الماضية على مجلسي مدينة زايد ومدينة غياثي في منطقة الظفرة، حيث شهدت الأيام الثلاث للمزاد إقبالاً كبيراً من الجمهور والمهتمين بزراعة النخيل وتصنيع وتغليف التمور من داخل الدولة وخارجها.
«القهوة والمجالس» من عناصر التراث غير المادي .. حاضرة في المزاد
أكد عبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع في اللجنة، أن عناصر التراث الثقافي غير المادي لدولة الإمارات، حاضرة في كافة فعاليات ومهرجانات اللجنة لما يمثله هذا التراث من ارتباط مباشر بحياة الناس وعاداتهم وتقاليدهم وحتى مناسباتهم المختلفة، فهو يتضمن التقاليد والممارسات الثقافية التي تتناقلها الأجيال في المجتمع عبر التاريخ.
وأوضح المزروعي أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين التمور والقهوة حيث لا يزالان عنواناً لإكرام الضيف في تراث مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة كجزء لا يتجزأ من التراث العربي ولا تزال «الدلة» والتمور تتربعان في المجالس، وتدور فناجينها على الحاضرين في الأيام العادية والمناسبات كأحد الطقوس اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها، ومن هنا اهتمت اللجنة بأن تكون تلك العناصر جميعها حاضرة في كافة المزادات التي تقيمها في مجالس الإمارة.
وأضاف المزروعي أن الإمارات نجحت في توثيق وحفظ التراث غير المادي وتسجيله ضمن قائمة «اليونسكو» التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني غير المادي، حيث تمكنت من تسجيل سبعة عناصر تراثية تتضمن المجلس والقهوة والصقارة والعيالة والرزفة والعازي والسدو.
وأفاد المزروعي أن اختيار إقامة المزادات في المجالس المجتمعية كان هادفاً لصون التراث غير المادي للإنسان الإماراتي، حيث إنه يتم استقبال التجار والمزارعين والزوار في تلك المجالس التقليدية التي تقدم فيها القهوة العربية وذلك احتفاء بالعنصرين التراثيين المدرجين على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» ودورهما في الحياة الاجتماعية وتذكيرا بالعادات والتقاليد الأصيلة المرتبطة بهما.
ولفت إلى أن مزاد ليوا للتمور لا يسهم فقط في إيجاد نافذة للمزارعين لتسويق منتجاتهم بطريقة سهلة، بل إنه يسلط الضوء على الموروثات الأصيلة، والتي تكمن في تحفيز المداومة على ارتياد المجالس المجتمعية والحفاظ عليها من الاندثار ونقلها إلى الأجيال القادمة، وإحياء كافة أشكال الإرث الثقافي المرتبط بالمجلس.
أسعار «الدباس» في الصدارة مسجلةً 466 درهم للكيلو
واصلت تمور «الدباس» تألقها واكتساحها للأسعار في مزاد ليوا للتمور بعد أن سجل أعلى قيمة لسعر الكرتونة وزن 3 كيلو غرام بمبلغ 1400 درهم (قرابة 466 للكيلو) في مزاد مجلس البطين، فيما بلغ عدد العمليات التي تمت خلال المزاد منذ انطلاقته حتى مساء يوم الأحد نحو 170 عملية مزايدة.
وكانت جولات المزاد بدأت بالمزايدة على طاولة رقم 1 والتي احتوت على تمور فئة دباس وقد بيعت بسعر 1200 للكرتونة وزن 3 كجم (بواقع 400 للكيلو)، وسجل نوع شيشي فاخر مبلغ 1150 درهم للكرتونة الواحدة بواقع 383 درهم للكيلو في أحد المزايدات، في المقابل سجلت بعض الأصناف أسعار تراوحت في مجملها بين 30 درهم و1000 درهم للكرتونة الواحدة.
«التمر والقهوة» عملة واحدة لعنوان الكرم والضيافة
تعتبر عادات تقديم «التمر» مع «القهوة العربية»، عملان مكملان لبعضهما البعض وخصوصاً في الثقافة الإماراتية، حيث لا يخلو بيت من بيوت أبناء الدولة إلا وتجد فيه «التمر والقهوة» كجزء رئيسي في المنزل والعمل والبعض في السيارة حيثما حل وارتحل، وهذا يؤكد بأن هذه العادة ما هي إلا عملة واحدة لعنوان الكرم والضيافة.
وفي هذا الصدد، أوضح سالم الطنيجي، أحد حضور المزاد، أن التمور والقهوة لصيقين في ثقافة الأسرة البدوية، مشيراً إلى أنه قديما كان يتم جلب القهوة من المدن الرئيسية مثل أبوظبي ودبي حيث كان البدوي يقطع مسافات طويلة على ظهور الإبل لشراء مير الأسرة وظلت القهوة أهم ما يتم شراؤه لاستقبال الضيوف.
وأشار إلى أن اختيار لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي مجالس إمارة أبوظبي لإقامة المزادات كان موفقاً لاسيما مع الأجواء الأصيلة التي تتخلل إقامة المزاد من تقديم القهوة العربية الأصيلة والضيافة على أجود أنواع التمور.
في حين لفت عبدالله الكثيري، أحد حضور المزاد، إلى أن التمر والقهوة والمجتمع الإماراتي بينهم حبال من الود لا تنقطع على مر السنين، فعلى رغم التطور في العادات الغذائية التي فرضتها الحياة العصرية إلا أن علاقة الإماراتيين بالتمر والقهوة لازالت وثيقة سواء في منازلهم أو في المجالس المجتمعية، مشيراً إلى أنه لا تخلو المجالس المجتمعية من المحافظة على التراث الأصيل للإماراتي القديم.
رابع أيام المزاد ينطلق مساء اليوم الثلاثاء 16 أكتوبر في مجلس المشرف بأبوظبي
تنطلق مساء اليوم الثلاثاء 16 أكتوبر، فعاليات اليوم الرابع من مزاد ليوا للتمور، وذلك في مجلس المشرف في العاصمة أبوظبي، فيما سيتم عقد المزاد في مجلس الوثبة يوم الخميس 18 أكتوبر الجاري، ويوم السبت 20 أكتوبر في دبي.
وكانت اللجنة المنظمة أعلنت عن شروط المشاركة في المزاد أمام المزارعين، والمتمثلة بإحضار صورة عن بطاقة المزرعة وصورة عن هوية المالك، وتسليم التمور في موعد أقصاه قبل المشاركة في الموقع المقرر بيوم، على أن يكون المنتج من إنتاج هذا العام، ومحليا حيث لا يسمح بالمشاركة من خارج الدولة وذلك بهدف تشجيع ودعم المنتجات المحلية بينما يفتح باب الشراء أمام الجميع من داخل وخارج الدولة.
ويفتتح المزاد أبوابه أمام الزوار الراغبين في اقتناء التمور من سكان دولة الإمارات وزوار الدولة، حيث أن عملية المشاركة في عمليات المزاد مفتوحة أمام الجميع، حيث يتم تسجيل الراغبين في المزايدة في موقع المزاد وحصولهم على رقم المشاركة بشكل وفوري.
نون – أبوظبي