اخترنا لكالأخبار

الكعبة المشرفة ترتدي ثوبها الجديد اليوم

تجري اليوم  الأربعاء، عقب صلاة الفجر، مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة، جرياً على العادة المتبعة في مثل هذا اليوم من كل سنة هجرية .

ويجري استبدال كسوة الكعبة القديمة، باستخدام سلم كهربائي، يثبت على قطع الكسوة القديمة، من واجهاتها الأربع، ثم تثبت القطع في 47 عروة معدنية موجودة في كل جانب، ومثبتة في سطح الكعبة، ليتم بعد ذلك فك حبال الكسوة القديمة، ووضع الجديدة مكانها، في عملية تمتد من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر.

ويرجع تقليد كسوة الكعبة المشرفة إلى عصور ما قبل الإسلام، وتقول الروايات التاريخية إن أول من كسا الكعبة هو تبع أبو كرب الحميري ملك اليمن، ثم استقر هذا التقليد إلى أن جاء الإسلام.

وفي عام فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، احترقت كسوة الكعبة بينما كانت امرأة تريد تجميرها وتبخيرها فطارت شرارة إلى الكسوة، فأحرقتها، فكسيت الكعبة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم كما يرجح المؤرخون، ومنذ ذلك التاريخ تفرد المسلمون بكسوة الكعبة.

وفي عهد الأمويين، ومع اتساع دولة الإسلام وازدهارها، اعتمد الخليفة معاوية كسوتين للكعبة إحداهما من الديباج (الحرير)، والأخرى من القباطي (النسيج المصري)، وجرى على نهجه في كسوة الكعبة بالديباج إبنه يزيد بن معاوية، والحجاج بن يوسف الثقفي، وعبدالملك بن مروان، وهشام بن عبدالملك.

ومع انتقال الخلافة، إلى العباسيين استمر الاهتمام بكسوة الكعبة، وساعدهم تطور فنون النسج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز، في الاعتناء أكثر بتزيين كسوة الكعبة، كما أن العباسيين اعتنوا بالجانب المهني في الكسوة، فانتقوا مدينة “تنيس” المصرية التي اشتهرت بالمنسوجات الثمينة، لتكون مصنعاً لكسوة الكعبة.

ومع تراخي سلطة العباسيين، وضعفهم في أواخر القرن السادس الهجري، تولى أمراء الأقاليم أمر كسوة الكعبة، بل إن الحال وصل إلى أن تولى بعض أفراد الأمة الأثرياء عبء هذه المهمة الجليلة.

ويحكي ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية” في حوادث سنة 532 هجرية، أن رجلاً من التجار يقال له راشت الفارسي كسا الكعبة بثمانية عشر ألف دينار، وذلك لأنها لم تكسَ في ذلك العام، بسبب اختلاف الملوك.

وكسا الكعبة من الأفراد أيضاً شيخ الحرم المكي منصور بن منعة البغدادي، سنة 643 هـ.

ومع سقوط الدولة العباسية، عنى المماليك لفترة بكسوة الكعبة، ثم استقلّت مصر منذ أوسط القرن الثامن الهجري بكسوة الكعبة، بعد أن أوقف الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر ثلاث قرى لصنع الكسوة من ريعها، ومنذ ذلك التاريخ ولمدة أربعمائة سنة استمر سلاطين مصر في إرسال الكسوة كل عام.

وفي عصر النبي صلى الله عليه وسلم كانت تكسى يوم عاشوراء، وفي أيام معاوية كانت تكسى مرتين، الأولى في عاشوراء، والثانية في آخر رمضان، وفي عصر العباسيين كانت تكسى غالباً إما في أول رجب، أو في 27 رمضان، أو في يوم التروية، ثم استقر الأمر من القرن السادس إلى عام 1387هـ على يوم النحر موعداً للكسوة، قبل أن يتم اعتماد اليوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة) موعدا دائما للكسوة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى