اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي اتخذ أبعاداً أخرى وجديدة، فالمسألة لم تعد أن ثمة من يبحث عن حقيقة ما حدث بعد خروج خاشقجي من القنصلية السعودية، وهو ما وثقته قناة «الجزيرة» المعادية في خبر بثته على موقعها في اليوم الأول من إعلان اختفائه يقول إن خاشقجي قد خرج من القنصلية السعودية بعد عشرين دقيقة من دخوله، وذلك نقلاً عن الشرطة التركية، ثم سرعان ما قامت قناة «الجزيرة» بحذف الخبر من على الموقع (لسبب ما)، وإنما المسألة باتت أن دول الغرب لم تعد تستمع إلى صوت العقل والحكمة، بشكل متعمد، وراحت تطلق تهديداتها باتخاذ إجراءات ضد المملكة العربية السعودية.
إنهم يتعاملون مع قضية اختفاء خاشقجي على أساس أن حكم الإدانة قد صدر من دون انتظار نتائج التحقيق، بل قبل أن يبدأ التحقيق أصلاً. ورغم كل التناقضات المكشوفة والأكاذيب التي تبينت في سلسلة من الأخبار والمعلومات التي بثها إعلام تنظيم «الإخوان المسلمين» عبر قناة «الجزيرة» وغيرها من القنوات الأخرى منذ الوهلة الأولى لإعلان اختفاء خاشقجي، فإن عدداً من الدول الغربية قد ابتعد عن صوت العقل والحكمة، واستمر في إطلاق تهديداته وتوعداته ضد المملكة العربية السعودية، ولم يكن من الممكن تفسير ذلك إلا على أنه نية مبيتة لافتعال أزمة مع المملكة العربية السعودية ومحاولة تحقيق مكاسب من ورائها، إلا أن الرد الواثق والقوي للمملكة العربية السعودية يوم أمس، والذي قال بوضوح إن أي إجراء يتم اتخاذه ضد المملكة سوف يقابل بإجراء أكبر منه، أجزم بأنه قد جعل هذه الدول تعي حقيقة ما سوف يحدث إن استمرت في سلوكها الحالي، فالمملكة العربية السعودية دولة راسخة وثابتة، ولا تخضع للتهديدات والتوعدات، وليست دولة تبيع سيادتها إلى دول إقليمية وقوى خارجية.
قضية خاشقجي سوف تنتهي قريباً، لكن ما لن ينتهي هو عقاب من وقفوا خلف كل هذه الحملة الإعلامية الساقطة.