نون والقلم

احمد الملا يكتب: وقفة للمحقق الصرخي بين مقام الخليل وقبر الحبيب

من الأمور التي استبيحت بسببها دماء المسلمين على يد الإرهاب الداعشي والتنظيمات التكفيرية الأخرى والتي جعلتها ذريعة لممارسة القتل والجريمة هي قيام بعض المسلمين بممارسة طقوس الزيارة لقبور وأضرحة الأنبياء والأئمة والأولياء والصالحين، بحيث اعتبر الدواعش إن تلك الزيارة عبارة عن بدعة تستلزم تكفير وقتل كل من يؤديها وهذا ليس اعتباطًا منهم بل هو ما تعلموه من كتب أئمتهم ورموزهم ومشايخهم وعلى رأسهم ابن تيمية تحت حجج واهية لا دليل عليها.

فوصل الأمر بهم الى تحريم زيارة قبر النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- حبيب رب العالمين بحجة أنها بدعة!، وهنا نسجل اعتراضًا من بين جملة الإعتراضات على هذه المسألة، ونقول لهؤلاء التكفيريين، إن الله –تعالى- قد جعل من مقام ابراهيم -عليه السلام- مصلى للناس ولا يكتمل حجهم في موسم الحج إلا بالصلاة خلف هذا المقام، وأمر –تعالى- بأن يتخذ المسلمون من هذا المقام مصلى وذلك بقوله ﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾، وهذا المقام هو عبارة عن حجر طبع عليه آثار أقدام خليل الله ابراهيم -عليه السلام- عندما كان يشيد بناء البيت العتيق، فهل مكان أقدام الخليل -عليه السلام- أفضل وأقدس من مكان احتضن جسد حبيب إله العالمين محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-؟! فمالكم كيف تحكمون ؟؟؟!!!….

يقول المرجع المحقق الصرخي الحسني في إحدى المحاضرات العقائدية ‏‎والتأريخية التي أبطل ‏من خلالها المنهج التكفيري الداعشي المارق‏ ‏‎‏في تحريم زيارة القبور وتكفير من يزورها…

((التفت جيدًا، هذا سهم ‏مقدّس في قلب الدواعش وفي قلب التكفيريين، وفي قلب منتهكي حرمات أهل البيت، والمرسلين والأنبياء ‏والصالحين في الاعتداء على مراقدهم، على قبورهم المقدّسة، يقول الإمام: وقف عبد من عباد الله، وضع ‏قدمه على حجر أمرنا الله تعالى أنْ نتخذه مصلّى، فكيف في القبر الشريف الذي يحوي جسد النبي – صلى الله ‏عليه وآله وسلم -؟ يحوي جسد الإمام – سلام الله عليه -؟ يحوي جسد الولي الصالح، يحوي جسد الشهيد، كيف لا ‏يُكرّم هذا المكان؟ كيف لا يقدّس هذا المكان؟ قربة إلى الله، زلفى إلى الله، بأمر الله، على ما أمرنا الله به، ‏على ما جعله لنا الله كمثال وقدوة، إنّه جعل من الصخرة التي وضع عليها إبراهيم قدمه جعلها مصلّى، ‏أمرنا أنْ نتخذها مصلّى فكيف في المكان، في التراب، في البقعة التي حوت جسد النبي الأقدس الأشرف ‏الأكرم – سلام الله عليه وعلى آله وأصحابه -؟))…

فإن كانت زيارة قبر حبيب إله العالمين -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي فيه هذا الجسد الطاهر المطهر يستلزم التكفير والقتل فالصلاة خلف مقام ابراهيم الخليل -عليه السلام- ماذا يستلزم يا أيها التكفيريون القتلة المرتزقة؟ هل يستلزم القتل مئات المرات ؟؟؟!!! أم عندكم أثر الأقدام والحجارة أفضل من جسد النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-؟؟!! فأيهما أقدس الجسد أم أثر القدم والحجارة؟! ومَن يقول هذا بأمر من الله –تعالى- فزيارة القبور مشرعة من قبل النبي الخاتم -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو ((مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)).

https://b.top4top.net/p_1013ntnnr1.png

 

منطقة المرفقات

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى