قال سعادة مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، أن التوسع في نظام التعليم التقني والمهني في جميع المراحل التعليمية بالدولة، وزيادة إقبال المواطنين للالتحاق به، يعد من أولويات القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» الذي قال بأننا نفكر بطريقة مختلفة… الكثيرون يتنبأون بالمستقبل… نحن نصنعه، هذا هو الفارق بين دولة الإمارات وباقي الدول إننا وضعنا بناء الإنسان وتهيئة الشباب لاستلام الراية هو الهدف الرئيسي، وهذا ما شدد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في كلمته لأجيال المستقبل «نحن شركاء في هذا الوطن… في سعادته وتقدمه وأمنه وهمومه… إن رهاننا الحقيقي أنتم يا أبنائي ولدينا إيمان بأن التقدم في هذه الدولة لن يتم إلى بكم»، ومن ثم فان هذه هي رؤية قيادتنا الرشيدة، وهي الرؤية التي تستمد قوتها من الدور التاريخي الراسخ الذي قام به القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في نشر التعليم وبناء المدارس في جميع أنحاء الدولة حتى في المناطق الصغيرة والبعيدة، ودوره البارز لتشجيع الآباء على إرسال أطفالهم إلى المدارس إيماناً من القائد المؤسس بأهمية ودور التعليم في بناء وتقدم الأمم، وبناء على هذه الرؤية الثاقبة وضعت الحكومة الإماراتية الخطط الاستراتيجيةالمتطورة على أسس أخرى جديدة منها أن «التعليم التقني» هو سبيل دول العالم المتقدم للتخلص من البطالة، وتخريج وصناعة الكفاءات المتخصصة في عالم الذكاء الاصطناعي والبرمجيات والهندسة والفضاء والتكنولوجيا والبتروكيماويات وغيرها من التخصصات التي توكب الثورة الصناعية الرابعة، والقادرة على التعامل والتوافق مع سيطرةالروبوتات على نسبة كبيرة من الوظائف حول العالم.
جاء ذلك في ورقة العمل والعرض الذي قدمه سعادة مبارك الشامسي أمس خلال الدورة الجديدة لـ«مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ضمن جناح «القيادة والتنمية» وتحت عنوان «أهمية التدريب المهني في الإمارات خلال السنوات المقبلة» وبحضور نخبة من المسؤولين وطلبة الجامعات حيث أوضح الشامسي أن «التعليم التقني» يأتي في مقدمة استراتيجيات دول العالم المتقدم للقضاء على البطالة، ولتحقيق التقدم الصناعي المنشود مشيرا الى أن معدلات البطالة في ألمانيا تمتاز بأنها من أدنى معدلاتها بين الشباب في الاتحاد الأوروبي، حيث يتجه نحو 80% من الشباب الألماني نحو التعليم الفني والمهني في المدارس والمعاهد، كما أن سويسرا تطبق نظام التعليم والتدريب المهني «المزدوج»، الذي يجمع ما بين التعلم في المدرسة والتدريب التطبيقي في أماكن العمل، وهو النظام الذي يستقطب نحو 70٪ من الشباب، فيما تركز سنغافورة بدرجة كبيرة على العلوم والتخصصات الفنية التي يحتاج إليها سوق العمل والتي نتج عنها واحدة من أدنى معدلات بطالة الشباب وبلغت نسبتها 2.1٪ في يونيو 2018، لافتا الى أن نسبة إقبال الشباب على التعليم المهني في المرحلة الثانوية بالإمارات تبلغ نحو 8% فيما يستقطب التعليم العام 92% من المواطنين، وهو الأمر الذي تعمل القيادة الرشيدة من أجل تعديله بتشجيع الشباب على الالتحاق بالتعليم التقني والمهني، من خلال إنشاء مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، ليقود منظومة متكاملة من المؤسسات المتخصصة ومنها معهد التكنولوجيا التطبيقية، ومعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، ومركز أبوظبي للتعليم والتطوير المهني، وكلية فاطمة للعلوم الصحية، وبوليتكنك أبوظبي، وغيرها من المؤسسات المتخصصة القادرة على تخريج وصناعة الثروة الحقيقية للدولة بالشباب صاحب التخصصات المتميزة والقادر على توطين التخصصات الصناعية التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل وتوفر الكفاءات المتخصصة واللازمة لكافة المشروعات العملاقة التي تشيدها الدولة في مختلف القطاعات الهندسية والتكنولوجية في الحاضر والمستقبل.
وأضاف سعادة مبارك سعيد الشامسي قائلاً بأن إحصائيات القطاع المصرفي في الإمارات تشير الى إلغاء 30% من العمليات المتكررة في البنوك واختفاء الكثير من الوظائف مثل (أمين الصندوق أو الكاشير)، وتقليل عدد الموظفين البنوك بنسبة تتجاوز 50% خلال السنوات الخمس القادمة، ما تشير الدراسات إلى أن 45% من الوظائف التي يتم تنفيذها حالياً في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تكون مؤتمتة من خلال تطبيق التقنيات الحالية، وحيث تمثل هذه النسبة نحو 20 مليون وظيفة في دول مثل الإمارات والبحرين ومصر والكويت وسلطنة عمان والسعودية، مما يشير الى ضرورة أن يسارع الشباب نحو الالتحاق بالتعليم التقني والمهني لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة التي ستحدث تغييرات واسعة في مختلف القطاعات خاصة التصنيع والتخزين والنقل الأمر الذي سيؤدي الى اختفاء حوالي 20 مليون وظيفة في بعض الدول العربية منها الإمارات والبحرين، ومصر والكويت وسلطنة عمان، والسعودية، مما سيجبر الملايين على البحث عن وظيفه بديله نتيجة الاعتماد على الروبوتات في القطاعات الإنتاجية والصناعية والتجارية، ومن المتوقع حوسبة 63% من الوظائف في كوريا الجنوبية خلال السنوات القليلة المقبلة، ومع حلول عام 2036 سيكون مقابل كل موظف بشري موظف آخر آلي في الولايات المتحدة، كما أكدت دراسات أخرى على أن الآلات ستستحوذ على 41% من وظائف البشر خلال 10 سنوات فقط، كما ستختفي 50% من الوظائف الإدارية.
واضاف مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني فقال «كما يكمن دور التعليم والتدريب التقني والمهني في دفع مسيرة التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة لارتباطه المباشر بتطوير القوى العاملة المواطنة التي تُعتبر من أهم عناصر الإنتاج، لمواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة ونتائج الثورة الصناعية الرابعة لتمكين الفرد من مهارات المستقبل وتبني الأفكار الجديدة وتطبيقها من خلال وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى القدرة على البحث والابتكار لتطوير العملية التعليمية، كما يساهم التعليم التقني والمهني في بناء اقتصاد المعرفة التنافسية، وتأهيل وتدريب الكوادر الإماراتية في المجالات التقنية والمهنية، وتوطين الوظائف في القطاعات الحيوية، كما يتميز طلبة «ابوظبي التقني» ومؤسساته من تخطي السنة الأولى في كليات التقنية العليا، والقبول في أرقى الجامعات العالمية، وذلك بسبب المنظومة التعليمية التكنولوجية المتكاملة التي ينتهجها المركز لبناء قاعدة علمية في مرحلة عمرية مبكرة للطلبة المواطنين لوضعهم على مسار الهندسة والتكنولوجيا».
كما يوفر «أبوظبي التقني» نظام تعليمي فني تخصصي يلبي احتياجات مواطني الدولة والذين لديهم ميول للدراسات المهنية بدلاً من التعليم الأكاديمي العام. حيث يمكّن الطلبة من تطوير مهاراتهم الأكاديمية والمهنية بما يعطيهم فرص أفضل للنجاح في العمل والتوظيف فور التخرج وذلك في مختلف مراحلهم العمرية و بالتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين في الصناعة، علما بأن «أبوظبي التقني» ينفذ طوال العام الكثير من المبادرات والبرامج المتميزة التي تستهدف مستقبل شباب الدولة، ومن هذه البرامج «نعم للعمل»، وبرنامج «عمليات تجارة التجزئة» الذي يتيح للباحثين عن عمل فرص جديدة الحصول على مؤهل تعليمي خلال فترة الانخراط في العمل في القطاع الخاص، حيث تم تعيين 52 مواطن ومواطنة في مؤسسة ماجد الفطيم «كارفور» وجمعية أبوظبي التعاونية.
وأختتم مدير عام مركز أبو ظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، ورقة عمله قائلا «ان مؤسسات التعليم مطالبة بالعمل الدائم لتطوير المناهج والمنظومة التعليمية لتزويد الطلبة بالمهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومهارات الذكاء الصناعي الذي سيزيد الطلب عليها مع تنامي الاعتماد على الروبوتات، كما ان المعلم مطالب بالسعي الدائم لتطوير قدراته المهنية ليكون قادرا على التعامل مع ثورة المعلومات بفعالية ولتوظيف التكنولوجيا في التعليم بما يضمن تميز وتفوق الطلبة، وعلى الاهل العمل على اكتشاف مواهب الأبناء وتطويرها وتوجيههم نحو آليات تحقيق أهدافهم بالطرق العلمية السليمة، مع ضرورة أن يتكاتف الجميع من أجل تنمية الحس الوطني لدى الطالب ليكون شريكا في صنع القرار والحلول في مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وهو الأمر الذي يتوافق مع رؤية الإمارات 2021 التي تتلخص في أن الإماراتيين يعملون بثقة وطموح، متسلحين بالمعرفة والإبداع، لبناء اقتصاد تنافسي منيع، في مجتمع متلاحم متمسك بهويته، ينعم بأفضل مستويات العيش، في بيئة معطاءة مستدامة، وهو الأمر الذي يمكننا جميعا من تحقيق طموحات القيادة الرشيدة في شباب وفتيات الوطن الغالي ولنكون من أفضل دول العالم بحلول عام 2021».
نون – أوظبي