قطر تسير في «الاتجاه المعاكس» لتدعم الإرهاب «بلا حدود»، والأمر بالنسبة لها عقيدة ترفض أن تتزحزح عنها، منذ أن اعتقد نظامها أنها قادرة على أن تخرج من عباءتها الضيقة إلى الفضاء الواسع الفسيح، ليس بالعمل الصالح والاستثمار في الإنسان، وفي بناء نهضة حضارية، وليس بزرع بذور الخير والمحبة والسلام، ولكن بتمويل الإرهاب وتبنّي الخراب، وبالتنظير للعبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة، والتحريض على الفوضى والترويج للفتنة، والتآمر على الدول والأنظمة والشعوب والمجتمعات، ساعية من وراء ذلك إلى التمكين للإرهابيين والدفع بهم إلى سدة الحكم في كل بلد ينتهون من تدميره، ليقال في الأخير، إن قطر الصغيرة انتصرت لأتباعها، وصارت تتحكم في مصير المنطقة لتضعه في الأخير بين أيدي الأعداء التاريخيين للعرب والعروبة.
وخلال عقدين من زمن، لم يترك تنظيم الحمدين، إرهابياً مشهوراً أو مغموراً إلا واتصل به ودعاه إلى الدوحة، أو أرسل إليه نصيبه من الدعم، وهو متمترس في مكانه من أواسط إفريقيا إلى أواسط آسيا، وكان دعم تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، الموشّر الذي ارتاح إليه الإرهابيون الآخرون، ورأوا فيه رسالة فحواها أن بإمكان أي إرهابي أن يطرق باب قطر، ففيها أمير لا يدخر جهداً في توفير السلاح للمتمردين، والمال للقتلة، والضيافة للملاحَقين أمنياً وقضائياً من دولهم، ولا يغلق أبواقه أمام داعية خراب أو محترف إرهاب.
ورغم أن الحقيقة انكشفت والأسرار انفضحت، إلا أن نظام الدوحة لا يزال مصرّاً على الاستمرار في الدفاع عن الإرهابيين والدفع لهم بسخاء، وتقديمهم على أنهم مقاتلون من أجل الحرية، تماماً كما فعل مع أتباعه في ليبيا وسوريا واليمن والعراق وغيرها.
ومن يتابع طنين الذباب القطري، يدرك جيداً أن الإرهاب عقيدة، والخراب هدف، والسّباب ثقافة، والإشاعة والفبركات وسيلة، والتكفير عقلية متجذرة في نفوس أصحابها، وهو ذات ما يمكن ملاحظته من خلال متابعة أبواق «الحمدين» التي لا تزال تسير في ذات الاتجاه، لتؤكد وجودها الذي لا يكون إلا بالاستمرار في غيّها.
إن مشكلة قطر الأصلية أنها اختارت السير في طريق شائكة، ورغم أن كل المعطيات تؤكد أن في نهاية تلك الطريق نفقاً مظلماً، يمعن نظام الدوحة في المكابرة ويرفض التراجع إلى الوراء، رغم أن العودة من منتصف الطريق أفضل من مواصلة السير في اتجاه المجهول.
ولذلك يبقى شعار: كن إرهابياً واطرق باب قطر، فاعلاً في هذه المرحلة، إلى أن يأتي ما أو من يخالف ذلك.