اقرأ الفاتحة على روح الرئيس العظيم محمد أنور السادات، صاحب قرار حرب أكتوبر، وقائد انتصارها، وبعدها، اسمع واقرأ ما قاله قادة تل أبيب، عن الحرب المجيدة، لأن شهاداتهم، اعتراف صريح بعبقرية العسكرية المصرية… اسمع شهادات «ديان»، وجولدا مائير، و«بيريز»، و«بيجين»، وقادة الوحدات العسكرية الذين خاضوا حرباً طويلة لأول مرة فى تاريخهم، حرباً بلا ضربة استباقية من إسرائيل، وبدون تخطيط مسبق منها، فكانت معركة اليد الطولى فيها لجيشنا البطل.. وفيها مناورات وبطولات لا نعرفها.. خاضها جنود وضباط الجيش المصرى العظيم.
نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» كما جاء فى توثيق المجموعة 73، مؤرخين شهادة العقيد أمير رؤوبني، قائد الكتيبة 68، بأن سيناريو اندلاع حرب أكتوبر عام 1973 لم يكن متوقعاً بالمرة، مضيفاً انه حتى يوم 6 أكتوبر نفسه كانت التوقعات بأن الحرب ستبدأ في السادسة مساء وليست الثانية ظهراً.. وقال «رؤوبني» فوجئت في الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر من خلال اتصال لاسلكي يعلن عن بدء قصف الطائرات الحربية المصرية لبعض الأهداف الإسرائيلية في سيناء مع مشاهدة للقوات وهي تعبر قناة السويس.. وأضاف القائد الإسرائيلي قائلاً: لقد صرخ أحد الأفراد من معقله على الجهاز قائلاً: «لقد جاءوا إلينا… سوف يذبحوننا»، بعدها انقطع الاتصال وبدأنا نواجه سيلاً عارماً لا يمكن وصفه من قوات الدفاع الجوي المصري.
صحيفة البديل المصرية نشرت منذ خمس سنوات تقريراً حول وجود وثائق مهمة فى أرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلية تتضمن تحقيقات لجنة «أجرانات» التي تم تشكيلها عقب هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر للبحث عن أسباب الهزيمة، وتضمنت الوثائق شهادات قادة الوحدات وبعض الضباط الذين شاركوا في الحرب، ونشرت البديل نقلاً عن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، شهادة نفس القائد الإسرائيلى العقيد أمير رؤوبني، قائد الكتيبة 68، التي كان يتشكل معظم مقاتليها من قوات الاحتياط وتابعه للواء جولاني بالمنطقة الشمالية في هضبة الجولان المحتلة، والتى قال فيها: إن حالة من السخط كانت بين صفوف قوات الاحتياط، بسبب حرب الاستنزاف، وهجمات الجيش المصرى المتكررة على المواقع الإسرائيلية، وكانوا يطالبون بأن تكون إجازتهم 4 أيام في وقت كان هناك نقص في طواقم العمل بضباط المدفعية إحدى ركائز الحرب الأساسية بأي جيش.. وقد أدت صعوبة العمل فى سيناء إلى تحقيق النصر المصرى.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» شهادة المقدم «أمنون ريشف» قائد الكتيبة 14 التي كانت تعمل بالمنطقة الجنوبية، حيث أكد أن التوقعات كانت تشير لاندلاع حرب أكتوبر في السادسة مساء، مضيفا أن خسائر الجيش الإسرائيلي في الدبابات كانت أكثر من القوات المصرية، موضحا أن الخسائر كانت أقوى خلال الساعة الخامسة والنصف مساء اليوم الأول.
فى مقابلة مطولة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» نشرتها، العام قبل الماضى، وترجمتها صحيفة «الشروق» المصرية، ألقى إيلى زعيرا، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، خلال حرب أكتوبر، باللائمة على القيادة السياسية والعسكرية والمخابرات الإسرائيلية، التى قال إنها ارتكبت ما لا يقل عن عشرين خطأ تسببت فى هزيمة إسرائيل فى الحرب.. وقال: كنت أجلس هناك وأستمع إلى حماقات «جولدا»، و«ديان» ووزراء آخرين، فيما يتعلق بالعرب، فكانت جولدا مائير ترفض تصديق تصريحات القيادة المصرية عن ضرورة تحرير قناة السويس واقتحام خط بارليف، مضيفاً انه لم يحاول تصحيح أخطاء «جولدا».. ونفى «زعيرا» أن يكون هو الوحيد الذى أخطأ فى عدم التحذير من نشوب الحرب، وقال إنه رأى فى شهر إبريل عام 1973 صوراً لعمليات تجديد فى المطارات المصرية، وأن مخابرات القوات الجوية أخبرته أن هذه المطارات تحتاج إلى شهور حتى تصبح جاهزة للتشغيل العملياتى، وهو نفس ما كان يراه رجال شعبة الأبحاث فى المخابرات العسكرية ويتبناه «زعيرا».. وأضاف «زعيرا» أنه لو كان قد حذر الجيش من نشوب الحرب، ولم تندلع لكانوا قد اتهموه بالغباء. صحيح أنه كانت هناك مئات المعلومات عن قرب الحرب لكن كان فى المقابل هناك آلاف المعلومات التى تقول إنها لن تندلع.
جيشكم عظيم.. وانتصاره فى أكتوبر يستحق رصداً موثقاً أفضل من مجرد نشر الذكريات!!