نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: الـسـقـوط.. أو الـسـقـوط!

دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون جميع دول العالم التي تشتري البترول من إيران إلى وقف وارداتها من البترول الإيراني بحلول الرابع من نوفمبر القادم إلى «صفر برميل»، وعدا ذلك، فإن على هذه الدول أن تكون مستعدة لمواجهة عقوبات أمريكية جنبا إلى جنب مع النظام الإيراني. وزير خارجية النظام الإيراني «ظريف» تحدث أمس قائلا إن الهند سوف تستمر في شراء البترول الإيراني حتى بعد سريان العقوبات، الأمر الذي لم يصدر بشكل رسمي عن الهند، وليس متوقعا أن تغامر الهند بعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وخصوصا أن البدائل سوف تكون متوافرة، وسوف تساعد الهند على الوفاء بالتعليمات الأمريكية.

لا تقف المسألة عند هذا فقط، بل أفصح المستشار الأمني جون بولتون عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يقوم بعد سريان العقوبات النفطية في نوفمبر القادم بإعلان فرض عقوبات إضافية على النظام الإيراني بشكل يتجاوز ما كان مفروضا من عقوبات في فترة ما قبل الاتفاق النووي! وأن الوضع سوف يستمر على هذا المنوال حتى يقرر النظام الإيراني تغيير سياساته، أو مواجهة المزيد من الكوارث الاقتصادية.

على صحيفة «يو إس أيه تودي» الأمريكية، كتب يوم أمس الكاتب الإيراني «آزادي شاهشاني» مقالاً يتوسل فيه الإدارة الأمريكية بأن تترك الإيرانيين يقررون مصيرهم، على حد قوله، وكان يعني بذلك أن تتوقف العقوبات الأمريكية عن النظام الإيراني، حتى يستمر الأخير في دعمه للإرهاب وبسط نفوذه وسيطرته على دول المنطقة. وهذا كما قلنا في مقالة سابقة هو جزء من الحملة الدعائية الاستعطافية التي يقوم النظام الإيراني بتنفيذها في الولايات المتحدة الأمريكية عبر أذرعه الإعلامية هناك. إن النظام الإيراني يواجه خيارات صعبة جدا، فقبوله بعودة التفاوض على اتفاق نووي جديد ليس مجرد إهانة ومذلة بالنسبة إليه، بل ورطة سوف تضعه تحت رحمة ووطأة التزامات سياسية وقانونية قاسية من شأنها اقتلاع مخالب النظام الإيراني من جذورها، في حين أن عدم القبول بالتفاوض على اتفاق نووي جديد، وعدم القبول بالمطالبات الاثني عشر التي وضعتها الإدارة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو أمام النظام الإيراني، تعني انهيارا اقتصاديا مدمرا للنظام الإيراني ومؤسساته، وما يتبع ذلك من نتائج سوف تكون بالغة الخطورة على وجود هذا النظام بشكل كلي.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى