يحتفل عشاق الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حول العالم اليوم بالذكرى 48 لرحيله، ويُعد « ناصر» صاحب أشهر جنازة شهدها التاريخ، حيث حظي بجنازة فريدة شارك فيها الملايين وتعدت حدودها مصر، ما يجعل بالإمكان وصفها بأنها جنازة العصر بالنسبة للمنطقة العربية.
شهدت مصر في 1 أكتوبر 1970 جنازة شعبية لامثيل لها، حيث خرج الملايين من الرجال والنساء والأطفال في شوارع القاهرة لتوديع جمال عبد الناصر إلى مثواه الأخير، إضافة إلى مشاركة معظم الرؤساء والزعماء العرب، وكان الحدث مهيبا وفريدا بكل المقاييس وسوف يقف التاريخ طويلا أمام هذا الحب الجارف بين الحاكم والشعب.
وتقدر الحشود الباكية التي خرجت تهتف لعبد الناصر وتودعه لآخر مرة ما بين خمسة ملايين إلى سبعة ملايين شخص، عدا الحشود الأخرى التي ودعت عبد الناصر في أكثر من بلد عربي.
https://www.youtube.com/watch?v=SsA9Hla2SnQ
وتسجل التقارير في هذا السياق مقتل أكثر من 10 أشخاص في العاصمة اللبنانية بيروت في هذه المناسبة، وخروج عشرات الآلاف مودعين الزعيم الراحل في القدس الشرقية، وكانت وفاة هذا الرئيس الذي لا يزال حتى الآن يحظى بشعبية واسعة، بمثابة صدمة كبرى حينها، حتى قيل إن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي حضر جنازته أغمي عليه مرتين حزنا وكمدا.
وجنازات الحكام والزعماء العرب تبقى شاهداً على حب الشعوب لحكامها بين وداع الملايين وغياب المشيعين، وإن كان بعضهم قد حالت ظروف موته بين دفنه في جنازة شعبية وتمت مواراة جثامينهم التراب في الظلام، وتاليا نماذج من جنازات الحكام العرب.
شهدت القاهرة بعد جنازة « ناصر»في 10 أكتوبر من عام 1981 جنازة رئيس وزعيم آخر هو محمد أنور السادات، إلا أنها لم تكن بمقاييس جنازة عبد الناصر.
حظى العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز، بجنازة مهيبة واستثنائية في تاريخ بلاده، حيث شارك حشد كبير في توديعه إلى مثواه الأخير في 27 مارس عام 1975.
وكانت جنازة العاهل الأردني الملك حسين بن طلال في 7 فبراير 1999، هي الأخرى مهيبة وحاشدة حتى أن البعض وصفها بـ”جنازة العصر”.
و شيع العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني في جنازة رسمية وشعبية كبيرة في يوليو عام 1999، ووصفت مراسم وداعه بـ”جنازة القرن”.
وشهدت تونس، حشداً كبير خلال تشييع جثمان الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في أبريل عام 2000 إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه المنستير، في جنازة وصفت بأنها الأكبر في تاريخ هذا البلد.
وفي عام 2000 خرج ملايين السوريين للمشاركة في تشييع جثمان ووداع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في جنازة وصفت بأنها الأكبر في تاريخ سوريا.
https://www.youtube.com/watch?v=z_dIIZips-g
ووصفت جنازة الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات، في نوفمبر 2004، و التي أقيمت في مصر بأنها كانت ضخمة ومهيبة، حيث احتشد الملايين في وداع الزعيم القائد رمز الكفاح الفلسطيني.
وسجل التاريخ أنه من بين الزعماء العرب الذين ودعوا في مواكب مهيبة وبقيت ذكراهم خالدة ولم تنتقص مكانتهم، جنازة مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 4 نوفمبر 2004.
في الجانب الآخر،هناك زعماء عرب أحبهم الملايين وعشقوهم لكنهم دفنوا في جنازة سرية كما حدث مع الزعيم العراقي صدام حسين الذي يقال إن رفاته اختفت بطريقة غامضة بعد دفنه في مسقط رأسه تكريت.
ولم يقدّر للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أن يحتشد مواطنوه لوداعه، وأن يدفن بطريقة طبيعية بعد مراسم مهيبة، خاصة وأنه بقي على سدة الحكم 42 عاما، إذ دفن بعد مقتله ليلا بحضور بضعة أشخاص، ووري جثمانه الثرى في قبر مجهول.
الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح هو الآخر لم يحظ بوداع يليق بزعيم مثله بعد مقتله، ووري الثرى غريبا، ولعله لم يجد من يبكي أمام قبره.
https://www.youtube.com/watch?v=hsF9EROHn1g