مارس الحرس الثوري الإيراني الإرهاب في العالم كله، فهذا الحرس تأسس على الفكر الانتقامي من كل من يخالف أو يختلف أو يعارض نظام الملالي.
في البداية طاردوا المعارضة في الخارج، واغتالوا شخصيات اختارت اللجوء في أوروبا خوفاً من بطش الداخل، وتركوا كل شيء للخميني ومحاكمه الارتجالية، ظناً منهم أن العلاقة بينهم وبين ذلك النظام انقطعت، وتجنبوا الظهور الإعلامي والحديث في السياسة، ولم يغفر لهم ذلك، ووصل إليهم أتباع الحرس الثوري، وكان آخرهم أحد السياسيين من أبناء «الأهواز»، ولم يحاسبهم أحد، فأوروبا كانت ولا تزال تنأى بنفسها عن كشف حقيقة الاغتيالات ما دام المقتول شخصاً أجنبياً، وتتجنب الصحافة الإشارة إلى نتائج التحقيقات حتى لا تشير بأصابع الاتهام نحو إيران.
وأدارت إيران بحرسها وأجهزة مخابراتها وشعاراتها ومراكزها الثقافية إرهاباً منظماً، وهربت الأسلحة والمتفجرات إلى دول عدة، وارتكبت عمليات راح ضحيتها العشرات، واكتشفت لخلاياها مخازن أسلحة، وأوقفت سفناً محملة بالعتاد الحربي، وشكلت منظمات إرهابية، وأحزاباً طائفية، وخلايا مستترة، ودفعت بها إلى الواجهة في مناسبات عديدة، فألحقت الأذى بشعوب كثيرة، ومزقت دولاً عديدة، في الشرق والشمال والغرب والجنوب، ولم تسمع المناشدات، واستمرت في نهجها الإرهابي خارجياً، واستبدادها الطائفي داخلياً، واعتقدت بأنها قد أمنت نفسها، وأن الشر الذي أذاقته لغيرها لا يمكن أن يصلها لتذوق مرارته.
ومع رفضنا لكل أشكال الإرهاب ومن أي طرف كان ولأيِّ سبب، أقول لكم: كم كان حادث «الأهواز» قبل ثلاثة أيام مراً على نظام خامنئي، ليس لأنه أوقع ضحايا من المدنيين ورجال الأمن، بل لتوقيته ومكان وقوعه، فالاستعراض العسكري من الطبيعي أن يكون مؤمَّناً من كل الأجهزة المعنية، ومع ذلك وصل المهاجمون إلى قلب الحدث، وعند هذه النقطة يجب أن يقف نظام إيران ليراجع نفسه، ويعتبر من الحالة التي سادت كل الأجهزة الحكومية في بلاده، ويتذكر كم حالة مثل هذه مرّت على البلاد التي طالتها يد أتباعه من حرسه الثوري إلى حزب نصر الله اللبناني! وينظر جيداً في الإناء الذي شرب منه، وسيرى وجوهاً يعرفها تتراقص أمامه وصوت ضحكاتهم تصم أذنيه، وسيعرف كم هو موجع لون الدم.