نون والقلم

محميد المحميد يكتب: المغرب والتدخلات الإيرانية المستمرة

في مايو الماضي أعلنت المملكة المغربية الشقيقة قطع علاقتها مع النظام الإيراني، وقد بين وزير الخارجية المغربي أسباب قطع العلاقات بـأنّ (إيران) وحزب الله اللبناني، تدعمان «البوليساريو» بتدريب مُقاتليها وتسليحهم، وأن مسؤولا في «حزب الله» في سفارة (إيران) كان يُنسّق مع مسؤولي جبهة «البوليساريو»، وأن إيران هددت بالثأر لاعتقال المغرب أحد كبار مسؤولي حزب الله في إفريقيا والمتهم بدعم الإرهاب.

وقد أعلنت جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي دعمهما لأمن واستقرار المغرب، ورفض التدخلات الإيرانية في الشأن المغربي، غير أن النظام الإيراني واصل دعمه للإرهاب والحركات الانفصالية، من أجل إثارة الفتنة والفرقة، وعدم استقرار المنطقة، تماما كما عمل في دعمه للحوثيين الإرهابيين في اليمن، فقد استمر النظام الإيراني في ذات الوقت دعمه لجماعة البوليساريو الانفصالية، لأن كلا الجماعتين «الحوثيين والبوليساريو» يتوافقان مع النهج الإيراني في الإرهاب والعنف والانفصال.

لذلك جاء تصريح وزير الخارجية المغربي بالأمس واضحا بأن إيران تتطلع إلى الاستفادة من دعمها لـ«البوليساريو» من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب إفريقيا، وقد حاولت إيران إيجاد حضور لها في المغرب، من خلال استقطاب بعض الشباب عبر المنح الدراسية وإطلاق أعمال «تبشيرية» لدى الجالية المغربية المقيمة في الخارج، ولا سيما في بلجيكا.

وكالعادة خرج المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ليهاجم المغرب الشقيق، ويعلن أن نظام إيران مسالم ومحب للشعوب وتعزيز العلاقات والمصالح المشتركة، وأن التصريحات المغربية مجرد «مزاعم» ليس لها أساس من الصحة، بل إنها اجترار للاتهامات ضد إيران من قبل الذين يرغبون ببث الشقاق والفرقة في العالم الإسلامي.. وهو ذات التصريح المستهلك الذي يستخدمه النظام الإيراني في كل مرة تنكشف ألاعيبه فيها.

الكل يعلم أن النهج الإيراني مستمر في إثارة القلاقل والمشكلات في الدول العربية، وتحاول أن تجد لها موطئ قدم في بعض القارات، وإشعال الفتنة وتهديد المصالح العربية في أي قارة، وتقديم الدعم والتحالف لأي جماعة إرهابية وحركة انفصالية ضد الدول العربية، في كل قارات العالم، وقد انكشف دورها السيئ في بعض الدول الإفريقية، تمام كما انفضح دورها في بعض الدول الآسيوية، وبعد أن نالت الفشل والهزيمة في الدول العربية، واحتلالها عواصم دول آخري بتواطؤ جماعات إرهابية معروفة.

النظام الإيراني يستخدم عملاءه في بعض الدول العربية، ممن رمى نفسه في أحضان ذلك النظام، تماما كما يدعم الجماعات الانفصالية، ويوفر لها العطاء المالي والغطاء الحقوقي والتسليح العسكري، لذلك فكما وقفت دول التحالف العربي ضد الجماعات الحوثية الإرهابية في اليمن استجابة للشرعية اليمنية، والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، فإن وقوف الدول العربية مع المغرب ضد التدخلات الإيرانية وحزب الشيطان الإرهابي وجماعة البوليساريو الانفصالية، هو واجب قومي، لن تتردد فيه الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، ذلك أن أمن المغرب هو أمن استراتيجي للدول العربية أجمع.

من يتصور أن النظام الإيراني يمكن أن يكون مسالما ذات يوم، ويمكن أن تفتح معه قنوات حوار ومصالح المشتركة، تحت شعارات العالم الإسلامي أو الأمن الآسيوي، فهو بحاجة لأن يعلم بأن الدستور الإيراني لا يعترف بذلك، ويدعو إلى التوسع والطائفية والحرب ضد العرب خصوصا، من أجل تحقيق المطامع والأحلام الشيطانية.. وهذا أمر لن يتحقق بإذن الله تعالى، لأن النظام الإيراني هو نظام عدائي لم يتغير ولن ينصلح بتاتا.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى