قفزة هائلة حققتها المملكة العربية السعودية في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، بعد نجاحها في خفض نسبة الأمية إلى أقل من 5.6%، بعد أن كانت تبلغ 60% قبل نحو 66 عاما.
أولت المملكة اهتماماً بالغاً بمواجهة هذه القضية منذ وقت مبكر للغاية، وتسارعت جهودها في وتيرة تعليم الكبار بإقرار مشروع نظام تعليم الكبار ومحو الأمية عام 1972 ، الذي تحول إلى الإدارة العامة لتعليم الكبار عام 2015م.
في سبتمبر من العام الماضي 2017م، انتقلت المملكة من مشروع محو الأمية إلى مبادرة التعلم مدى الحياة (استدامة) التي أطلقتها وزارة التعليم في المملكة ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني2020 المنبثق عن رؤية المملكة 2030، وتستهدف الكبار من الجنسين من عمر (15) عاما فما فوق.
وتنقسم المبادرة إلى شقين أحدهما تعليمي يستهدف الكبار من الجنسين الذين لم يلتحقوا بالتعليم من أجل محو أميتهم، والآخر يسعى لتمكين الكبار من الجنسين ممن يحملون مؤهل دراسي ثانوي فأقل، وهم خارج سلك التعليم، من مواصلة تدريبهم وتطويرهم مهنياً للانخراط في سوق العمل والمشاركة في عجلة التنمية الاقتصادية.
ومن أبرز مشاريع المبادرة، تجهيز وتشغيل مركز الحي المتعلم، الذي ينفذ تحت إشراف إدارات التعليم في جميع مناطق ومحافظات المملكة، في الأحياء السكنية ذات المستوى العلمي والاقتصادي المنخفض. ويهدف إلى توسيع مفهوم تعليم الكبار من محو الأمية إلى التعلم مدى الحياة، وتمكين الكبار من الجنسين من النهوض بمستواهم الثقافي والصحي والاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة تمكين النساء في الفئة العمرية من (15-50) سنة من اكتساب المهارات اللازمة التي تؤهلهن للدخول إلى سوق العمل.
وتكشف أرقام المنضمين لمدارس تعليم الكبار بمراحلها المختلفة عن حجم التطور الذي حدث في القضاء على هذه المشكلة؛ حيث بلغ عدد المُنضمين حول المملكة لصفوف الدراسة في المدارس الابتدائية من الجنسين (44765)، وفي المدارس المتوسطة (42994)، وفي المدارس الثانوية (60595) متعلم.
ويُعَدُ تعليم الكبار أحد الجوانب التعليمية المهمة التي ترعاها المملكة، وأُعِدَّت لها من خلال وزارة التعليم خطط وبرامج متنوعة يتم تعديلها وتطويرها حسب متطلبات التنمية ورؤية المملكة في سبيل إعلان «مملكة خالية من الأمية».