يُعرف العالم بأنه المتصف بالعلم والضليع به، وهو من وهب نفسه للعلم، وتعمق في المعرفة العلمية في مجال معين، أي أن معرفته في اختصاصه تفوق العادة، فهو الخبير بالأشياء من حيث طبيعتها، تصنيفاتها وعملها، وهو الشخص المتمكن من مجال دراسته أو تخصصه، ومن مهام العالم هو الكشف عن حقائق الأمور وتقديمها للناس وللمجتمع من أجل أن تعم الفائدة والمنفعة على هذا المجتمع، وهذا الأمر لا يختص بالعلماء الأكاديميين بل هو يشمل علماء الدين فمن مهامهم أن يتبحروا في علوم الدين من أجل أبرز ما ينفع المجتمع من جهة ومن جهة أخرى تحصين أفراد هذا المجتمع فكرياً وعقائدياً حتى لا يكونوا عرضة لمنزلقات الضلال الفكري والانحراف العقائدي والسلوك الخاطئ، وكذلك من مهام عالم الدين وهو الأمر الأساس أن يدافع عن دينه وعقيدته ومذهبه ويقف حائط صد بوجه كل الأفكار والأطروحات والنظريات التي تحاول النيل من دينه.
والعراق اليوم على وجه الخصوص أصبح بؤرة للأفكار والأطروحات والنظريات التي تهدف إلى ضرب الدين الإسلامي وهذا ما أدى إلى حدوث انحراف كبير داخل الوسط الشبابي على وجه التحديد وهذا بسبب الحالة غير المستقرة التي يمر بها العراق من جهة ومن جهة أخرى الانفتاح على العالم الخارجي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة البرامج التبشيرية على القنوات الفضائية، هذا ما دفع بالمرجع المحقق الصرخي أن ينبري لمواجهة هذا المد التبشيري من خلال المحاضرات والبحوث التي تبث على مواقع التواصل الإجتماعي من جهة ومن جهة أخرى طباعة الكتب والبحوث الفقهية والأصولية والفلسفية والعقائدية والمنطقية وبصورة مبسطة يسهل على كل فرد مهما كان مستواه العلمي من فهمها وإدراك ما فيها من معاني .
ويعد كتاب (الإسلام ما بين الديمقراطيّة الرأسماليّة والاشتراكيّة والشيوعيّة) ثمرة علمية جديدة من ثمار المرجع الصرخي التي يسعى من خلالها تحصين المجتمع العراقي على وجه الخصوص بعدما لمس الصمت المطبق من الجهات الدينية التي لم تحرك ساكناً إزاء ما يتعرض له الشباب العراقي اليوم، وما هذا الحراك العلمي الذي يقدمه المحقق الصرخي إلا دليل واضح على إنه عالم بمعنى الكلمة وإنه ضليع بالعلوم الدينية ومتعمق بها وبشكل يوفق العادة وبمستوى يفوق الآخرين ممن حملوا عنوان المرجعية حتى تسيد الساحة العلمية وبشكل منقطع النظير وبدون منافس يذكر