جوزيف جوبلز هو وزير الدعاية – الإعلام – النازي ورفيق هتلر، ويعد أحد الأساطير في مجال الحرب النفسية، وهو أحد أبرز من وظفوا واستثمروا وسائل الإعلام في الحرب وهو صاحب نظرية الكذب الممنهج والمبرمج والذي يعتمد الترويج لمنهج النازية وتطلعاتها، ويهدف لتحطيم الخصوم نفسياً من الجانب الآخر، وقد أكدت نظرية جوبلز هذه أن الذي يملك وسائل الإعلام يملك القول الفصل في الحروب الباردة والساخنة، واستطاع بمنهج الكذب الممنهج هذا حينما كان يروج للفكر النازي أن يسوق في ركابه عشرات الملايين من الألمان، وهو صاحب المقولة الشهيرة « كذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس » وله مقولة أخرى شهيرة وهي « كلما كبرت الكذبة كلما سهل تصديقها» …
وفي حقيقة الأمر إن أسلوب الكذب الممنهج لم يكن من اكتشاف « جوبلز» فقد سبقه غيره منذ مئات السنين في وضع هذه النظرية، فلو راجعنا التاريخ لوجدنا أئمة وقادة ورموز التكفير الداعشي، ومن أوضح الأمثلة على ذلك لو أطلعنا على ما كتبه هؤلاء عن حادثة سقوط بغداد على يد الإحتلال المغولي، حيث يقول ابن تغري بردي في كتابه « النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة » الجزء السابع الصفحة 43 حيث يقول ((وكان الخليفة المستنصر بالله قد استكثر مِن الجند قبل موته حتّى بلغ عدد عسكره مائة ألف، وكان الوزير ابن العلقميّ مع ذلك يصانع التّتار في الباطن ويكاتبهم ويهاديهم، وحكى أنّه لمّا كان يكاتب التتار تحيل مرّة إلى أن أخذ رجلًا وحلق رأسه حلقًا بليغًا وكتب ما أراد عليه بوخز الأِبَر كما يفعل بالوشم ونفض عليه الكُحْل وتركه عنده إلى أن طلع شعره وغطى ما كتب فجهزه وقال إذا وصلت مرهم بحلق رأسك ودعهم يقرأون ما فيه وكان في آخر الكلام {قطّعوا الورقة} فضربت رقبته وهذا غاية في المكر والخزي والله أعلم ))!!!…
وهنا نذكر تعليق المرجع المحقق الصرخي على هذا المورد لابن تغري بردي والذي جاء في المحاضرة الواحدة والأربعون من بحث « وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الإسطوري » والذي كشف فيه أسلوب الكذب الممنهج لأئمة الدواعش، حيث قال :
{{… ولا نستغرب أن تصل خيالات المنهج التدليسي التيمي إلى أن تكون تأثيرات ابن العلقمي حتى قبل ولادته حين كان في الأصلاب!!! ومِن ذلك خيالات ابن تغري بردي الزاعمة أنّ ابن العلقمي كان يتآمر على الخليفة والخلافة قبل تولي المستعصم الخلافة، أي منذ زمن المستنصر!!!…. علمًا أنّ ابن العلقمي لم يكن وزيرًا أصلًا في زمن المستنصر!!! وقد خفي أو أخفى ابن تغري بردي حقيقة ما كان يفعله الخليفة المستنصر نفسه في مصانعة التتار ومكاتبتهم وإرسال الهدايا السنيّة لهم!!! فنسب هذا الفعل لابن العلقمي حسب خياله الطائفي التيمي الخصب!!! ….(…)… التفت جيدًا واحذر جدًّا من منهجهم المعتاد حيث يكذب أشرّهم الكذبة ثم يأتي غيره أو مَن بعده فيأخذها من المسلّمات ويضيف عليها خرافة جديدة، فيأتي مَن بعده فيأخذ ذلك من المسلّمات ويضيف إليه أكذوبة خرافية جديدة، وهكذا إلى يوم ظهور الدجّال فتكون نهايته ونهايتهم على يدي المنتظر المهديّ الخليفة الإمام الثاني عشر وكما وعدنا بهذا الرسول الصادق الأمين(صلّى الله عليه وآله وسلّم )…}}…
فنلاحظ ومن هذا المورد فقط والذي مثله آلاف ومئات الآلاف من الموارد في كتب أئمة الدواعش مدى الكذب الممنهج والتدليس والتحريف، فهم يكذبون الكذبة ويلحقونها بأخرى فيصدقونها ويصدقها غيرهم ويتناقلونها ويبثونها بين الناس حتى يصدقونها خصوصاً وإن أئمة التيمية كانوا يملكون زمام الأمور ومقربين من السلطة وبيدهم كل شيء، وهنا نجد إن جوبلز النازي إن لم يكن داعشياً فإنه قد تعلم نظرية الكذب الممنهج من أئمة الدواعش ومقولته الشهيرة « كذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس » استخرجها من سيرة وكتب أئمة الدواعش.