نون والقلم

أحمد الملا يكتب: إحترافية القتل عند الدواعش تقليدٌ أعمى .. المحقق الصرخي كاشفاً

يعد القتل جريمة قبيحة تنكرها كل الأديان والأعراف والقوانين السماوية والوضعية بل حتى اللاديني ينكرها ويرفضها ويمقتها والإسلام وصف هذا الفعل القبيح بأنه معادل لقتل البشرية جميعاً { … مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً …} المائدة 32. ومع الحرمة الشديدة جداً ونقصد الحرمة الشرعية والأخلاقية والإنسانية نجد هناك من يتفنن في القتل ويحترف به حتى صار مختصاً بهذا الفعل.

وكلما تخصص الشخص بشيء أتقنه وتتفنن فيه ويبتدع عدة طرق ووسائل حتى يقدمه على أتم وجه، وكذلك القتل فبالرغم من كونه جريمة بشعة فإن من يقوم به في أول الأمر أو في أول جريمة قتل له يكون هناك عدم ارتياح وتأنيب ضمير ولغرض الشعور بالراحة يقدم على جريمة أخرى وأخرى وهكذا حتى يصبح القتل فن ويصبح القاتل محترفاً ويبتكر آليات جديدة يمارس بها القتل ولا ننسى إن تلك الجرائم كلها مبنية على أساس فكري وعقائدي نحن نراه منحرفاً والقاتل يراه صحيحاً بسبب أما أيجاد عذراً لنفسه حتى يروي عطش الإجرام لديه أو لأنه ساذج وخفيف العقل وقد غرر به، ومن أوضح الأمثلة والنماذج على ذلك هم الدواعش أو تنظيم داعش الإرهابي الذي احترف القتل حتى صار مهنة يحترفها هؤلاء الشرذمة ومن تابع جرائم القتل التي يقوم بها مرتزقة البغدادي منذ ظهورهم الأول فإن المتابع يجد التطور الواضح في عمليات القتل لدى هؤلاء من الذبح بالسيف إلى القتل بالرصاص ثم العبوات والأحزمة والمفخخات وبعد ذلك الحرق والإغراق حتى وصلوا مرحلة في التفنن بالقتل لم يصلها أحداً قبلهم .

ومع هذا الإحتراف في ممارسة الجريمة والقتل نجدهم يبتدعون الأعذار والحجج حتى يقوموا بالقتل وسفك الدماء، فجعلوا كل الفرق الإسلامية تحت مقصلة التكفير تحت حجة ” البدعة ” فصارت كل الطوائف والفرق الإسلامية مبتدعة في نظر الدواعش، ومن بين أمثلة البدع في نظرهم زيارة القبور ، فكل من يزور قبراً من قبور الأنبياء والأولياء والصالحين يعتبر مبتدعاً يجب قتله عند الدواعش بينما في واقع الأمر أن زيارة القبور مشروعة ومثبتة شرعيتها في الكتب التي يدعي الدواعش الرجوع إليها وهي مصدرهم التشريعي بعد القرآن، كما بين ذلك سماحة المحقق الصرخي في إحدى محاضراته العقائدية، حيث قال {{… مسلم/ الجنائز، عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله: ” نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا”. ( أيّها ‏‏الجهَلة، أيّها الجهّال، أيّها الأغبياء، أيّها المطايا، أيّها الحمير، لماذا تقلّدون قادة الدواعش الكفَرة المرتزقة ‏‏الجهّال المستأكلين؟! تقلّدون المستأكلين الجهَلة القتَلة المجرمين لماذا تقلّدون هؤلاء؟!! هم ينتقدون التقليد، ‏‏يكفّرون التقليد وأهل التقليد، يكفّرون المذاهب وأئمّة المذاهب بسبب التقليد!! فكيف أنتم تقلّدون هؤلاء ‏‏الجهَلة؟! اقرؤوا، هذا هو مسلم وهذا هو البخاري. إذن يوجد نهي عن زيارة القبور فزوروها، أمر بعد ‏الحظر، ‏نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها. وأيضًا عن مسلم/ الأضاحي)….}}.

لكن ومع ذلك نجد إن هؤلاء يعرضون عن تلك الدلائل الشرعية بل ويقدحون بها وبصحتها من أجل أن يمارسوا القتل والإجرام، وكلم قدمت لهم دليل على بطلان عقيدتهم ومن كتبهم فإنهم يعرضون ويصدون عنه وإن إقتضى الأمر فهم ينطون من ذريعة إلى أخرى.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى