نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: على أعتاب الإثارة!

في مقابلة إذاعية، خرج وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري ليقر بأنه قد حاول فعل ما يمكن فعله لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران قبل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من هذا الاتفاق، كما أكد كيري في المقابلة الإذاعية أنه التقى وزير الخارجية الإيراني «جواد ظريف» عدة مرات لمناقشة كيفية إنقاذ الاتفاق.

ويتعرض وزير الخارجية الأسبق كيري لموجة من الانتقادات في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب عمله على التدخل في السياسات الرسمية لبلاده ومحاولة لعب دور مشبوه خلف الكواليس لإنقاذ الاتفاق النووي وما يعنيه ذلك من إنقاذ للنظام الإيراني. ربما يعتقد كيري أن الاتفاق النووي الذي يجمع المراقبون على أنه لم يجلب إلى الشرق الأوسط سوى مزيد من الشر الإيراني وليس السلام، ربما يعتقد أن هذا الاتفاق هو بمثابة إنجاز شخصي له وللرئيس السابق باراك أوباما. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سرعان ما تفاعل مع التقارير الإعلامية التي اتهمت كيري قبل أشهر بأنه يقوم بدور غريب خلف الكواليس سعيا للحفاظ على الاتفاق النووي، ووجه ترامب انتقادات مباشرة إلى كيري ودعاه إلى التوقف فورًا عن الدور الذي كان يحاول أن يقوم به.

وفي الوقت الذي يأتي فيه اعتراف كيري، أعلنت نيكي هيلي المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أن ما أسمتها «عقوبات ترامب» على النظام الإيراني تثمر بشكل واضح، وأنها قد نجحت في خنق النظام الإيراني. تصريحات هيلي هذه لا تأتي من فراغ، بل هي نتاج معلومات موثقة حول ما يعانيه النظام الإيراني حاليا من أزمة اقتصادية ومالية، وسوف تتفاقم بحلول شهر نوفمبر القادم حينما تحجم دول العالم عن شراء البترول الإيراني التزامًا بالتعليمات الأمريكية التي تهدف إلى تصفير المبيعات الإيرانية من البترول.

إننا مقبلون حتمًا على مرحلة أحداث مثيرة خلال أقل من شهرين من الآن، وهي المرحلة التي تبدأ بسريان العقوبات النفطية على النظام الإيراني وانعكاساتها بعد ذلك على الداخل الإيراني وعلى قدرات النظام الإيراني في تمويل الإرهاب والتوقعات الحذرة التي تتصل برد الفعل الإيراني المحتمل.

نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى