ها قد هل علينا شهر محرم الحرام حاملاً معه الذكرى الأليمة لفاجعة الطف المؤلمة وها قد بدأ المسلمون بالإستعداد لإستقبال هذا الشهر بلبس السواد وإعلان الحداد على الحسين السبط «عليه السلام» وإقامة الشعائر الحسينية من مجالس عزاء ومحاضرات دينية وغيرها من الشعائر، ولعل من أبرز تلك الشعائر هي شعيرة التطبير تلك الشعيرة التي أثارت جدلاً كبيراً بين المسلمين بصورة عامة وبين المسلمين الشيعة بصورة خاصة بين مؤيد ومعارض وبين من يقول بحرمتها وبين من يقول بحليتها أو إباحتها وبين متوقف عن إبداء الرأي فيها…
بطبيعة الحال هناك بعض الشعائر الحسينية أو بشكل دقيق بعض الممارسات التي نسبت للشعائر الحسينية فيها أفعال وتصرفات لا تليق بان تكون شعيرة مطلقاً لما تحمله من أمور بعيدة كل البعد عن المنهج الحسيني ذلك المنهج الرسالي الوسطي المعتدل الذي يمقت الفرقة والتشرذم والطائفية ويدعو للوحدة والتراص فيما بين المسلمين، فحتى لو كانت واحدة من تلك الشعائر الحسينية وإن كانت مباحة فإن وجد فيها أو إنها تسبب ما يخالف المنهج الحسيني فبالطبع تكون هذه الشعيرة محرمة…
فلو كان التطبير وكما يقول المرجع الأستاذ الصرخي الحسني في استفتاء « الطرق الصحيحة لاستغلال الشعائر الحسينية» {{… سادساً: على سبيل المثال لا الحصر ، إذا كان التطبير سبباً لبذر وتأسيس وتأصيل الطائفية المقيتة وشد الناس إليها وحشدهم تجاهها بعيداً عن الالتزامات الدينية والأخلاقية وبعيداً عن المنهج الرسالي الإسلامي لأئمة الهدى وجدهم النبي المصطفى(عليهم الصلاة والسلام)، فبكل تأكيد يكون التطبير محرّماً ، ونفس الحرمة إذا كان التطبير للاستغلال السياسي وتسلط السراق والفاسدين، فكل ذلك حرام فالتطبير حرام لأنه يؤسس لخلاف المنهج الحسيني الإصلاحي….}}…
وبما إننا نعيش زمن الفتن الطائفية في العراق خصوصاً والعالم الإسلامي عموماً فإن التطبير يؤسس ويجذر للطائفية وهذا ما لاحظناه من خلال المشاهدة الميدانية والإفتراضية، حيث يكون هناك خلاف حاد جداً يصل لمرحلة السب والشتم والطعن في رموز الإسلام من أجل التطبير بين المؤيدين والمعارضين حتى داخل الوسط الشيعي نفسه وهذا هو خلاف المنهج الحسيني الرسالي، وعليه وحسب مبنى المرجع الصرخي يكون التطبير محرماً، لذلك يمكن الإستغناء عن التطبير خصوصاً وإنه ليس واجباً حتى يؤثمن من لا يؤديه، فمثلاً يستبدل بالتبرع بالدم وهذا يكون ذو عائدية روحية ونفسية وأخلاقية على المجتمع بصورة عمة ويساهم في إنقاذ حياة وأرواح عديدة كما إنه يلغي النفس الطائفي ويلجم الأفواه التي تحاول النيل من الشعائر الحسينية…
رابط استفتاء «الطرق الصحيحة لاستغلال الشعائر الحسينية»…