سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على الاستعراض العسكرى الذى أقامته كوريا الشمالية صباح اليوم الأحد، فى إطار احتفالاتها بإحياء الذكرى السبعين لتأسيسها.
ورأت الصحيفة فى تعليق لها بثته على موقعها الإلكترونى، أن قرار الشمال بإقامة استعراض عسكرى من دون نشر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بمثابة بادرة تصالحية خلال فترة التواصل والتفاوض الدبلوماسى المكثف مع جارتها الجنوبية والولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن انكيت باندا، وهو خبير استراتيجى أمريكى متخصص فى شئون الكوريتين، قوله: ” إن غياب نشر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والتى كان يُعتقد أنها قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة يعكس نية الشمال فى إبقاء أنظمتها النووية بعيدة عن الأنظار طالما بقيت بيونج يانج جالسة على طاولة المفاوضات”.
وأضاف باندا: ” أن هذا الأمر يعكس أيضا نية الزعيم الشمالى كيم جونج أون فى التأكيد على أهمية انتهاج خط استراتيجى جديد يركز على تنمية اقتصاد كوريا الشمالية بعد اكتمال الرادع النووى للبلاد فى العام الماضى”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفعالية التى جرت وسط العاصمة بيونج يانج شملت استعراضا لتشكيلات الجيش والتجهيزات المدفعية والمركبات المدرعة، فيما انحصر العرض الصاروخى على منظومة صواريخ قصيرة المدى تستخدم داخل ميدان المعركة.
ويأتى ذلك فى وقت حساس تحاول فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إشراك كوريا الشمالية فى عملية، يأملان أن تؤدى فى النهاية إلى التخلى عن ترسانتها النووية.. ولكن فى الوقت الذى من المقرر أن يتوجه فيه رئيس كوريا الجنوبية مون جاى أن إلى بيونج يانج لحضور قمة مع نظيره الكورى الشمالى فى الفترة من 18 إلى 20 سبتمبر الجارى، اصطدمت محادثات الشمال مع الولايات المتحدة بطريق مسدود حول من يتعين عليه اتخاذ الخطوة التالية.
وتريد واشنطن أن تتحرك بيونج يانج بشكل حاسم نحو تفكيك برنامج أسلحتها النووية، لكن كوريا الشمالية تصر على أنها تريد أولا أن تعلن أن الحرب الكورية بين عامى 1950 و1953 انتهت كطريقة للمساعدة فى ضمان أمنها وبناء الثقة.
كما أشارت “واشنطن بوست” إلى تكهنات تحدثت حول زيارة مزمعة للرئيس الصينى شى جين بينج إلى بيونجيانج، لكن ما حدث فى النهاية هو أنه أرسل لى زانزو، رئيس المؤتمر الشعبى الوطنى وأحد سبعة أعضاء فى اللجنة الدائمة للحزب الشيوعي.
ووقف لى على يمين كيم خلال العرض مشددا على التحسن الملحوظ فى العلاقات بين الجارتين هذا العام، حيث سافر كيم إلى الصين ثلاث مرات للقاء شى.