مجددًا يصبح العراق ساحة تهديد للدول العربية المجاورة من قِبل إيران، فقد نقلت وكالة (رويترز) عن مصادر إيرانية وعراقية وغربية أن إيران قدمت صواريخ باليستية لجهات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وأنها تطور القدرة على بناء مزيد من الصواريخ هناك؛ لردع الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط، ولامتلاك الوسيلة التي تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة، وقد تم نشر هذه الصواريخ في جنوب العراق وغربه.. بتعبير آخر، نشر هذه الصواريخ يستهدف السعودية ودول الخليج العربية.
وهذا يعني أن إيران (تستنسخ) تجربتها في اليمن في تزويد الانقلابيين الحوثيين بالصواريخ الباليستية لتهديد أمن السعودية، لكن هذه المرة من خلال مليشيات شيعية موالية لها في العراق لتهديد دول المنطقة.. وإذا كان اليمن محتلاً من قبل الانقلاب الحوثي في صنعاء والحديدة، فإن العراق لديه حكومة تقول دائمًا إنها تحترم علاقاتها مع جيرانها العرب، وتحديدًا مع السعودية ودول الخليج.. فكيف لهذه الحكومة العراقية أن تسمح لإيران بأن ترسل وتصنع صواريخ باليستية إيرانية (زلزال وفاتح وذو الفقار) التي يتراوح مداها بين 200 و700 كيلومتر إلى الأراضي العراقية، وتهدد بها جيران العراق من الدول العربية؟!
المشكلة الأكبر أن هذا يحدث أمام نظر (القوات الأمريكية) الموجودة في العراق.. وأمام الاستخبارات الأمريكية هناك.. فهل (واشنطن) لا تكترث للانتشار الصاروخي الباليستي الإيراني على الأراضي العراقية.. أم أنها سوف تكترث فقط حين تستهدف هذه الصواريخ الإيرانية قواتها العسكرية في العراق؟!
وزير الدفاع الأمريكي (جيمس ماتيس) ترأس مؤخرًا اجتماعا ضم ممثلين لدول التعاون الخليجي ومصر والأردن والمغرب لمناقشة التحديات الأمنية في الشرق الأوسط.. فما فائدة هذه الاجتماعات الأمريكية-العربية إذا لم تتحقق نتائج على أرض الواقع.. (واشنطن) تعرف تمامًا أن الحوثيين في اليمن وبعض المليشيات الشيعية العراقية هي قفازات خطيرة في يد إيران، لكننا لم نجد الحزم الأمريكي الكافي ضد القفازات الإيرانية.. فلا حزم أمريكي في اليمن ولا حزم أمريكي في العراق!