قبل أن تحط طائرة فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أرض مملكة البحرين ولقائه أخاه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، كان قد اعتمد فخامته قرارات رئاسية تشمل تعيينات في السلطة التنفيذية والقضائية والهيئات الرقابية والمؤسسة الدبلوماسية.. وقبل ذلك كان فخامة الرئيس المصري في لقاء مفتوح مع الشباب المصري يحاورهم ويناقشهم ويجيب على استفساراتهم عن مستقبل وحاضر مصر.. وبين هذا وذاك كانت مصر ولا تزال تواصل معركتها من أجل التنمية وفي مواجهة الأعمال الإرهابية.. وبعد ذلك يتوجه فخامته إلى الصين وأوزبكستان من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.. ووسط كل ذلك تأتي زيارة الرئيس السيسي لوطنه مملكة البحرين، حبا وتقديرا، وتعاونا وتأكيدا للعلاقات الأخوية الوطيدة والعلاقة الاستراتيجية المشتركة.
حينما كنت في الحج ضمن الوفد الإعلامي التقيت هناك بعدد من الإعلاميين المصريين، والجميع أكدوا على حبهم لمملكة البحرين، واعتزازهم وإعجابهم بحكمة وسياسة القيادة البحرينية، وحرصا على تعزيز التعاون العربي، كما أشادوا بحسن تعامل مملكة البحرين لمستجدات الساحة المحلية والدولية، وكيف أن الإنجازات البحرينية وفي ظل المشروع الإصلاحي أمست نموذجا رائدا في التطور والتقدم المدروس، وكيف أن علاقاتها الرسمية والشعبية تحظى بالمكانة المتميزة لدى الجميع.
العلاقات البحرينية المصرية، عريقة ووطيدة، لم تتأثر بأي مستجدات طارئة، ولم تتغير بأي مواقف فردية، بل كانت ولا تزال ولله الحمد وستظل بإذن الله تعالى، قوية ومتينة، بفضل حكمة القيادة الرشيدة في البلدين، والعلاقات المتميزة الأخوية بين الرئيس والعاهل المفدى، وبفضل تطابق وتكامل وتعاون الرؤية المشتركة والاستراتيجية بين الحكومتين الموقرتين، وبفضل أواصر المحبة والمعزة بين الشعبين الشقيقين، وكان الموقف المصري ثابتا وراسخا مع مملكة البحرين في مختلف الظروف والأيام، وكذلك هو الموقف البحريني، في دعم مصر الحبيبة في معركتها من أجل التنمية وضد الإرهاب.
بناء العلاقات البحرينية المصرية، أسهم فيها وبشكل مؤثر كل المسؤولين، وجميع المؤسسات الرسمية والأهلية في البلدين الشقيقين، ولا زلنا نستذكر أبيات الشعر التي قالها أمير الشعراء (أحمد شوقي) في البحرين لحظة تكريمه من الوفد البحريني عام 1927م: «قلدتني الملوك من لؤلؤ.. البحرين آلاءها ومن مرجانه.. نخلةً لا تزال في الشرق معنى.. من بداوته ومن عمرانه».
كنا ولا نزال في مملكة البحرين نعتز ونفتخر بدور مصر وأبنائها في دعم التنمية والتقدم في مختلف المجالات والقطاعات، بدءا بالتعليم منذ عام 1919, ومرورا بالدور العروبي لمصر في استقلال البحرين ورفض الادعاءات الإيرانية، ووصولا إلى التعاون المتطور والمتميز في المجال السياسي والعسكري والاقتصادي والسياحي.
وكذلك هي مصر الحبيبة تستذكر على الدوام مواقف مملكة البحرين لها، في كل مراحلها وفي كل التطورات التي شهدتها، فكانت ولا تزال مملكة البحرين، وبفضل حكمة قيادتها ومحبة شعبها، تقف مع مصر، وتؤكد بأن أمن مصر من أمن البحرين، وهذه المواقف الراسخة سجلت في تاريخ مصر الوطني لمملكة البحرين.
لذلك كله، ولكثير غيره، فإن زيارة فخامة الرئيس المصري لمملكة البحرين، وخلال ما تشهده مصر من تطورات ومستجدات، وقبل زيارة الرئيس للصين بثقلها ومكانتها، فإن الزيارة التاريخية للبحرين واللقاء بجلالة الملك المفدى، يؤكد المكانة البحرينية الرفيعة لدى القيادة المصرية الكريمة.. فأهلا بمصر الحبيبة في البحرين.