نون لايت

الجيل الثاني من العلاج الموجه نقلة نوعية في تاريخ علاج سرطان الدم الميلودي المزمن

تحتفل الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان باليوم العالمي لـ “لوكيميا “ غدًا الثلاثاء، هذا العام بطريقة مبتكرة وهي إضاءة الهرم الأكبر رمز أقدم حضارة عرفها العالم وأحد عجائب الدنيا السبع -باللون البرتقالي في رسالة من شعب أم الدنيا لكل الدنيا بأن مصر الحضارة تمد يدها للجميع للمشاركة في مقاومة ذلك المرض الخطير الذي يصيب 1-2 شخص كل 100,000 إنسان حول العالم.

كما تعلن الجمعية خلال الاحتفال عن نتائج استطلاع الرأي حول المفاهيم العامة للمصريين عن سرطان الدم.

يذكر أن اختيار اللون البرتقالي لإضاءة الهرم يرجع لكونه لون التوعية الخاص بسرطان الدم الميلودي المزمن، بينما يرجع تحديد يوم غدٍ من كل عام للاحتفال بهذا المرض الخبيث الي ان هذا النوع من اللوكيميا يحدث نتيجة تكوين كروموسوم فيلادلفيا الناتج عن خلل في الكروموسوم 9 ولكروموسوم 22 ليتم اختيار يوم 22 سبتمبر للتوعية بخطورة هذا المرض.

كما اكدت الجمعية على اهمية تصحيح المفاهيم الخاطئة في المجتمع عن مرضي اللوكيميا كما تبين من نتائج الاستطلاع. وأكدت الجمعية على ضرورة تقديم الدعم للمرضي بكافة انواعه من مختلف فئات المجتمع وخصوصا الدعم النفسي والمعنوي وتقبل المرضي كأعضاء فاعلين ومشاركين في بناء المجتمع خاصة في وجود الرعاية الطبية اللازمة والتي توفر لهم اداء جميع المهام المطلوبة على المستوي المهني والشخصي ويوجد الكثير من الامثلة الحية وقصص النجاح من المحاربين لمرضي السرطان عامة واللوكيميا خاصة والتي يجب القاء الضوء عليها والتشديد على مشاركتها وادماجها مع جميع الفئات المجتمعية دون تفرقة أو اقصاء.

يذكر أن 53% لا يعرفون أن هناك أنواع مختلفة من اللوكيميا، 47.5 % لا يعرفون انه يمكن السيطرة على سرطان الدم المزمن بالعلاج الدوائي، و32.6% أكدوا انه يمكن التعايش مع المرض من 1-5 سنوات فقط، و56% أكدوا ان الاصابة بالمرض ثؤثر على قدرة المريض على العمل بنسبة 50-75%. وجدير بالذكر ان الاستطلاع قد شارك فيه 2775 شخص عن طريق البحث الميداني ومواقع التواصل الاجتماعي.

ويشهد المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة كبيرة من أطباء وخبراء وأساتذة أمراض الدم استعراض طرق الإصابة بهذا المرض، والتشخيص، والتحديات التي تواجه المرضي، إضافة إلى أحدث التطورات في العلاج، والتي تمنح الأمل الكبير لكل من يعانون من هذا المرض الخبيث، الذي ينتشر أكثر بين الرجال، وتصل معدلات الإصابة بالمرض 1.5% بين كل 100 ألف شخص سنويًا، بمتوسط عمر 40 عام للمريض. ويمثل مرض سرطان الدم الميلودي المزمن 15% من كل حالات سرطان الدم عند الكبار.

أكد الدكتور حسام كامل أستاذ أمراض الدم بالمعهد القومي للأورام والحاصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة في الطب لأبحاثه العلمية في زراعة نخاع العظام والخلايا الجذعية إن علاج سرطان الدم الميلودي المزمن (CML) شهد خلال الـ 50 عامًا الماضية طفرة طبية ساهمت في تحويله من مرض غير قابل للشفاء إلا بإجراء عمليات لزرع النخاع، إلى مرض من الممكن الشفاء منه باستخدام العلاجات الموجهة، مما يعد انطلاقة طبية في علاج الأورام بصفة عامة، وأورام الدم بصفة خاصة.

وقال إن أهم مواصفات هذا المرض أنه ينشأ عن تغير في جين واحد وهو جين BCR-ABL الذي ينتج عنه بروتين تيروسين كيناز، مما يجعل وظيفة الأدوية الموجهة سهلة حيث تقوم باستهداف هذا الجين الواحد فقط، وذلك على عكس كثير من الأمراض الأخرى التي تنشأ عن تغير في أكثر من جين، مما يحد من معدلات الشفاء.

وأوضح أن ظهور الجيل الثاني من العلاجات الموجهة رفع معدلات الشفاء بشكل كبير وغير مسبوق، وانخفض تعداد المرضي الذين يخضعون لعمليات زرع النخاع من 34% إلي أقل من 3% خلال الخمسة أعوام الماضية. أصبح بإمكان مريض سرطان الدم الميلودي المزمن(CML) -لأول مرة -التوقف عن العلاج، وذلك بفضل الفعالية الفائقة لتلك العلاجات ونجاحها في خفض نسبة اللوكيميا في الدم، مشير إلي أن ذلك يمثل خبرًا سارا للسيدات اللاتي أصبن بالمرض في سن مبكر ويسعين للإنجاب بعد الشفاء، إذ لم يكن بمقدورهن الحمل بسبب هذا المرض.

وقالت د. ميرفت مطر أستاذ أمراض الدم بكلية طب القصر العيني “لم يكن لهذا المرض علاجات فعالة حتى عام 2000، وكانت عملية زرع النخاع هي الخيار الوحيد رغم نسبة نجاحها المحدودة مما رفع معدلات الوفاة، وبعد التوصل إلى العلاجات الموجهة الجديدة، اختلف الأمر فظهر الجيل الأول الذي منح المرضى أملاً في العلاج، ليظهر الجيل الثاني الذي يعتبر نقلة نوعية في تاريخ علاج سرطان الدم. وأثبتت الدراسات أنه استطاع تحسين معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة بنسب تصل إلى90% والتحسن بشكل سريع مع المتابعة واستمرار تناول الدواء بدون الحاجة للدخول إلى المستشفى. أما الأعراض الجانبية فكانت غير مؤثرة تماما ولم تمنع أي حالة من الاستمرار على العلاج، مشيرة إلى أن العلاج الجديد يجعل المريض قادراً على ممارسة حياته الطبيعية.

وأشارت الدكتورة ميرفت مطر إلي أن هناك علاجات حديثة جعلت سرطان الدم الميلودي من السرطانات التي من الممكن علاجها وحولت المرض إلى مرض مزمن بعد أن كان مرضًا خطيرًا، والعلاجات الحديثة موجودة حاليًا في مصر ومتوفرة لمرضى التامين الصحي ومرضى العلاج على نفقة الدولة

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى