لمن لا يتابعون أخبار كرة القدم، يجب أن أشرح لهم سبب وجود أزمة حالياً فى الوسط الرياضى، باختصار.. قام محمد صلاح لاعب كرة القدم المصرى المحترف فى صفوف نادى ليفربول الإنجليزى بكتابة بيان قصير يوم الأحد الماضى، اتهم فيه اتحاد كرة القدم بتجاهل خطابات موجهة منه للاتحاد، وقال عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك» الطبيعي أن أي اتحاد كرة يسعى لحل مشاكل لاعبيه حتى يوفروا لهم الراحة.. لكن في الحقيقة ما أراه عكس ذلك تمامًا.. ليس من الطبيعي أن يتم تجاهل رسائلي ورسائل المحامي الخاص بي… لا أدري لماذا كل هذا؟ أليس لديكم الوقت الكافي للرد علينا؟! طبعاً اتحاد الكرة أصدر بياناً قال فيه إنه سيقوم بإحالة «المدعو» محمد صلاح للجنة الانضباط!! وبعد تهييج الجماهير على الاتحاد تم نفى صدور البيان، وقام مسئولو الاتحاد بتنظيم مؤتمر صحفى اتهم فيه محمد صلاح بأنه طلب حراسة خاصة وتمييزه عن بقية لاعبى المنتخب الوطنى، ليعود محمد صلاح مرة أخرى ويرد بالفيديو ويقول إنه لم يطلب حراسة لنفسه، ولكن لكل لاعبى المنتخب الذين وجدوا أنفسهم تحت سيطرة زيارات الجماهير فى حجراتهم الخاصة حتى مطلع الفجر فى كل ليلة من ليالى كأس العالم!!
طبعاً.. المعركة الدائرة الآن بين اتحاد كرة القدم «الفاشل» ولاعبنا الدولى محمد صلاح «المتفوق» لا يمكن أن تمر دون تسجيل ملاحظات مهمة لا يجب إغفالها، حتى لا نسقط فى مستنقع الاتهامات الباطلة التى يتم توجيهها من اتحاد الكرة، لتشويه النموذج الأبرز والأهم للاعب كرة القدم المصرى، نموذج لم يصل إليه لاعب مصرى من قبل، ويليه فى الترتيب، أحمد حسام «ميدو» الذى أوقف مسيرته بيده،عندما قرر العودة إلى مصر، دون استكمال مشروعه الاحترافى!! الأزمة الحقيقية هى أن اتهامات اتحاد الكرة لـ محمد صلاح وصلت إلى نعته بعدم الوطنية لأنه يرفض الفوضى التى حدثت فى مقر إقامة المنتخب، وهذه الاتهامات أعقبتها حملة منظمة من السباب والشتائم التى استهدفت تكسير صورة «صلاح» وتلميع مجموعة وشلة الاتحاد، التى أدارت عملية تشويه صورة مصر وأضروا بسمعتها خلال مونديال روسيا!!
أول ملاحظة يمكن تسجيلها، هى أن محمد صلاح أرسل مجموعة من الخطابات لاتحاد الكرة، يطالبهم فيها بتعديل طريقة عملهم، وأسلوب إدارتهم، وهذا يعنى أن «صلاح» الذى لعب فى أكبر دوريات العالم، يعرف أن طريقة تنظيم العمل فى المنتخب الوطنى فاشلة، ولا يمكن أن تحقق نتائج جيدة، أو نجاحات متوقعة، ومع ذلك يرفضون تحقيق هذه المطالب، ومنها أن يكون اللاعبون بعيداً عن أية مشكلة متعلقة بوسائل السفر «المرهقة» أو الإقامة «المزعجة» أو المضايقات «المتكررة» حتى أنه قال «الجماهير كانت تصل إلى حجراتنا ليلة المباراة، وفى أحد الأيام لم أتمكن من النوم سوى فى السادسة صباحاً»!!
الملاحظة الثانية.. هى أن اتحاد الكرة أراد بمؤتمره الصحفى أن يقول «نحن فقط الذين نفهم واللاعب الدولى الأهم فى تاريخ مصر لا يعرف شيئاً» ولولا الملامة لقالوا إنه شريك فى مؤامرة تستهدف الاتحاد، وكأن محمد صلاح ينافس هانى أبوريدة على رئاسة اتحاد كرة القدم!! والغريب أن كلام محمد صلاح أحد أفضل ثلاثة لاعبين فى العالم، لم يعجب اتحاد كرة القدم، الذى لا يضم سوى اثنين فقط من اللاعبين الدوليين، ويضم من بين أعضائه من لم يلمس كرة القدم فى حياته!!
الملاحظة الثالثة.. هى أن الاتحاد يضم بين جنباته واحداً من أفضل العقليات الإدارية الرياضية، وأحد النجوم التاريخية لكرة القدم فى مصر، وهو حازم إمام ، ولا أعرف لماذا يبقى «حازم» وسط هذه المنظومة الفاشلة، التى تستهدف لاعبًا دوليًا ناجحًا ومتفوقًا، ويصفه الأوربيون بأنه الملك المصرى، بينما يتفرغ زملاء «حازم» أعضاء الاتحاد للتربيطات، والتجهيزات، استعداداً لأى انتخابات قادمة!!
يا حازم.. اترك هذه المنظومة الفاشلة، وحافظ على تاريخك وتاريخ أبيك، وقل للناس إنك بريء ممن يفعلون!!
يا حازم.. ليس أمامك سوى الانحياز للاعب كرة قدم مثلك.. كافح وناضل من أجل النجاح فى دوريات أوروبا، فلا تتركه فريسة لنهش الجالسين فى «الجبلاية» الذين لا يعرفون سوى حسابات الانتخابات!!
يا حازم.. امسك بيد صديقك سيف زاهر واخرجا من منظومة الفشل، فالغضب الجماهيري سوف يطال الجميع؛ لأن محمد صلاح عند الجماهير، أهم من اتحاد كرة القدم، وتربيطاته ، وانتخاباته، وسوف يكون حساب أعضائه عسيراً!!
يا حازم.. لماذا لا تستقيل.. وتقف فى خندق المصريين.. الذين يطالبون هؤلاء الفاشلين بالرحيل؟!