غزة ليست إخوانية، حماس هي الإخوانية، وحماس قلة قليلة من أهل القطاع، ولكنها عصابة منظمة، لا تتردد في ممارسة كل أشكال الإرهاب، من أجل أن تتمكن، وتسيطر على الجميع، وتسكت الجميع.
كلنا نذكر ذلك اليوم الأسود، العاشر من يونيو 2007، يوم قررت حماس الاستيلاء على السلطة في قطاع غزة، والجرائم التي ارتكبت ضد رجال الشرطة الفلسطينية، وأفراد الحركات والمنظمات الأخرى، فالصور ما زالت عالقة في الأذهان، قتل بالمجان، دون ذنب أو جريرة، ومطاردات من قبل الملثمين لكل من لم يكن إخوانياً، وكل من رفض القفز فوق الوحدة الوطنية، ومن رفضوا الاستسلام، يومها ارتكبت أفعال لم ترتكبها إسرائيل علناً.
وألقي حراس المؤسسات الحكومية ورجال الأمن من فوق المباني وهم أحياء، وجرت الدماء في شوارع غزة، ذلك يوم لا ينسى، ومن مسحت ذاكرته فليذهب إلى «يوتيوب» ويعيد تخزين المعلومات من جديد.
وأحداث سيناء في السنوات السبع الأخيرة تكفي للتعرف على الدور الذي لعبته حماس في الإخلال بالأمن وإثارة الفوضى بمصر، منذ الثامن والعشرين من يناير 2011.
يوم اقتحم أتباع حماس السجون المصرية، وأطلقوا المجرمين من قادة الإخوان، وهربوا أعضاء تنظيمهم إلى غزة، وبمعاونة الإيرانيين وتجهيزاتهم أوصلوا أعضاء حزب الله إلى جنوب لبنان بعد عدة ساعات، وأحداث كثيرة صاحبت «ثورة يناير»، منها قنص المتظاهرين وحتى سرقة المتاحف، ودورهم في قتل رجال الجيش المصري والشرطة المصرية من بعد استعادة الحكم من الرئيس الهارب من السجن، وما قدمته حماس عبر الأنفاق للتنظيمات الإرهابية.
أما العلاقة مع إسرائيل، والمفاوضات السرية عبر الوسيط الأميركي وغيره، فهذه أيضاً ليست خافية، ونذكر بها، فقد تفيد من تنفعه الذكرى، وصفقة بيع سيناء أو جزء منها، لتوطين الفلسطينيين الذين تنوي إسرائيل ترحيلهم من أراضي 48 والضفة الغربية، فهذه قد تحدث عنها إعلام الغرب قبل أن نتحدث عنها، وكان ثالوث الصفقة، حماس وإسرائيل.