أصدر الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، بيانا، حرم فيه التحرش شرعا، معتبرا أنه سلوك «مدان بشكل مطلق ولا يجوز تبريره بسلوك أو ملابس الفتاة».
وتطرق الأزهر في البيان إلى «ما تداولته وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة من حوادث تحرش»، قائلا: «لقد وصل الأمر في بعضها إلى حد اعتداء المتحرش على من يتصدى له أو يحاول حماية المرأة المتحرش بها، فيما سعى البعض لجعل ملابس الفتاة أو سلوكها مبررا يسوغ للمتحرش جريمته النكراء، أو يجعل الفتاة شريكة له في الإثم».
وأكد الأزهر الشريف أن تجريم التحرش والمتحرش يجب أن يكون «مطلقا ومجردا من أي شرط أو سياق، فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة، يعبر عن فهم مغلوط؛ لما في التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها».
كما اعتبر أن «تحضر المتجمعات ورقيها، يقاس بما تحظى به المرأة من احترام وتأدب في المعاملة» وبما تتمتع به من أمان واستقرار وتقدير ، فعندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم التدليل على علو شأن الإسلام واستقرار أركانه، اتخذ من شعور النساء بالأمن مؤشرًا على ذلك، فجاء في الحديث الصحيح: «لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ (المرأة المسافرة) تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ (موضع قرب الكوفة)، حَتَّى تَطُوفَ بِالكَعْبَةِ لاَ تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ».
وفي هذا السياق، يشدد الأزهر الشريف على أن التحرش « إشارة أو لفظًا أو فعلًا» هو تصرف محرم وسلوك منحرف، يأثم فاعله شرعًا، كما أنه فعلٌ تأنف منه النفوس السويّة وتترفع عنه، وتنبذ فاعله، وتجرمه كل القوانين والشرائع، يقول تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا» (الأحزاب: 58).
ودعا الأزهر الشريف إلى «تفعيل القوانين التي تجرم التحرش وتعاقبه على فعله، كما يدعو المؤسسات المعنية إلى رفع الوعي المجتمعي بأشكال التحرش وخطورته، والتنفير من آثاره المدمرة على الأخلاق والحياء، خاصة التحرش بالأطفال».
وطالب بتكثيف البرامج الإعلامية لتعريف المواطنين بكيفية التصرف في حال وقوع حادثة تحرش، بما يردع المتحرش ويوفر الحماية للمرأة أو الفتاة المتحرش بها، مطالبا إياها أيضا بتجنب بث أي مواد تروج للتحرش أو تظهر المتحرش بأي شكل يشجع الآخرين على تقليده.