لا شك أن المصالح الاقتصادية المشتركة بين الدول تلعب دورا مهما في توطيد العلاقات السياسية فيما بينها.. لكن هناك عاملا آخر يلعب دورا مهما أيضا في توطيد العلاقات السياسية.. ألا وهو (التحديات والمخاطر والتهديدات) المشتركة بين الدول، وهذا ما نعتبره عاملا مهما في نموذج العلاقات السياسية المشتركة بين (البحرين ومصر).. فليس من باب المصادفة أن يتعرض البلدان لمؤامرة خارجية نفذت بخيوط داخلية في عام 2011 ضمن ما أسموه في الغرب (ثورات الربيع العربي)! حتى تكشفت الأوراق واضحة بعد ذلك بأن الإدارة الأمريكية إبان حكم الرئيس السابق (باراك أوباما) كانت تخطط لإسقاط الأنظمة العربية واستبدالها بخريطة جغرافية وسياسية جديدة في (الشرق الأوسط) قواما دويلات طائفية وعرقية صغيرة بدلا من (الدول القومية العربية) الحالية.
وتجسدت (المخاطر والتحديات) المشتركة بين مصر والبحرين منذ 2011 وحتى الآن في تحريك المخابرات الأجنبية لعناصر وجماعات معادية للبلدين في الداخل والخارج لحملة شرسة من الأكاذيب والشائعات والتقارير المزورة حول ملفات (حقوق الإنسان) و(الحريات السياسية) و(الديمقراطية)!
ولا تزال مصر والبحرين تتعرضان لهذه الحملات المشبوهة والممنهجة في بعض منظمات (الأمم المتحدة) والجمعيات التي تدعي دفاعها عن (حقوق الإنسان) في العالم، وهي في الحقيقة جمعيات (مسيّسة) هدفها الضغط على الحكومة في مصر والبحرين لابتزاز كلا الدولتين سياسيا.
لذا فإن القمة البحرينية – المصرية التي ستعقد بين عاهل البلاد المفدى والرئيس المصري يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين ستكون قمة مهمة جدا، لكي يبعث الطرفان برسالة قوية إلى الدول التي تعادي البحرين ومصر بأن الإصرار قوي جدا بينهما للرد على التحديات والتهديدات الأمنية المشتركة.
لذا نقول إن تقدم العلاقات السياسية والاقتصادية بين البحرين ومصر مرهون بقدرة البلدين على التصدي للمؤامرات الخارجية والداخلية معا.. وأثبتت التجارب أن سياسة الحزم في مواجهة الإرهابيين وقطع مواردهم المالية والإعلامية أسهم بدور كبير في انحسار موجة (الإرهاب) في كل من البحرين ومصر مؤخرا.
مصر والبحرين يواجهان نفس التحديات السياسية والأمنية.. لذا فهما أمام مصير مشترك.. وقطار على (سكة حديد) واحدة.