سجادات تذوب لتكون بقعة من الألوان على الأرض وأخرى تبين خللاً رقمياً لا نراه عادةً سوى على شاشات أجهزتنا الإلكترونية. هل هناك خطأ ما بهذه السجادات؟
قد تظن أن هناك خلل في هذه السجادات، ولكنها في الحقيقة صُممت بهذه الطريقة عن قصد من قبل الفنّان الأذربيجاني المقيم في باكو، أحمد فايق.
ويُعرف الفنان المشهور دولياً بأعماله التي تُحوِّل الحِرف التقليدية إلى أعمال مُعاصرة، فهي تُشجّع على إعادة تخيّل الحِرف القديمة، وذلك من خلال خلق حدود مرئية جديدة من خلال تفكيك التقاليد.
ويمكننا أن نرى «تفكيك» الفنان للتقاليد حرفياً من خلال العديد من سجاداته التي تأخذ أشكالاً غير اعتيادية، ففي عمله المسمى «Liquid» أي «السائل»، يمكننا رؤية سجادة تبدو عادية بسبب نمطها الكلاسيكي، وذلك إلى أن تلاحظ أن نصفها الآخر «ذاب» ليكوّن بقعة ملونة على الأرض.
وتبين كل من تصميماته، «Tradition in Pixel» و«Chelebi»، أنماطاً تقليدية تتلاشى إلى وحدات بيكسل لا نراها عادة سوى على شاشات الأجهزة الإلكترونية.
بينما توحي تصاميمه الأخرى، مثل «Epiphany» و«Stickiness»، أن المواد التي صُنعت منها السجادة قابلة للمط.
ورغم حداثة تصاميمه وجرأتها، إلا أن فايق يعتمد في خلق سجاداته على الأساليب التقليدية التي كانت تُستخدم منذ 300 عام، فبعد رسم فايق لتصاميمه على الحاسوب ونقلها إلى ورق خاص للرسم الهندسي، تُباشر مجموعة من النساجين المحليين بعملية نسج السجّاد.
ومثّل ذلك تحدياً كبيراً بالنسبة لفايق، إذ يقول الفنان: «كان الجزء الأصعب هو التواصل مع النساجين الذين هم حُرّاس هذا التقليد. ولمدة عام تقريباً، كنت أجلس بجانبهم فقط وأتعلّم».
وعن السبب وراء تفكيكه للسجادات، نسب الفنان ذلك إلى كون السجادة مثل الهيكل، مضيفاً: «مثل أي هيكل في المجتمع وصل إلى ذروته، يجب تدميره. وثم يمكنك بناء شيء جديد على رماد الخراب».
والجدير بالذكر أن فايق مثّل أذربيجان في معرض بينالي البندقية لعام 2007.
وعُرضت أعماله في جميع أنحاء العالم، في معارض جماعية وفردية في مدن منها: نيويورك، وباريس، وبرلين، ومومباي، ودبي.
كما أنه رُشّح في العام 2013 لجائزة «جميل 3» في متحف فكتوريا وألبرت في لندن.