بدأ حجاج بيت الله الحرام منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الاثنين، في التوافد إلى مشعر عرفات، بعد قضاء يوم التروية في منى، استعداد لأداء الركن الأكبر من الحج، حيث سيستمعون إلى خطبة يوم عرفة، ويؤدون صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، قبل النفرة بعد مغيب الشمس إلى مشعر مزدلفة.
وأعلنت السلطات السعودية، نجاح خطة تصعيد الحجاج يوم التروية إلى منى، وكذا خطة تصعيد الحجاج إلى عرفات عبر قطار المشاعر، وعبر آلاف الحافلات المخصصة لهم.
وتستقبل عرفات الحجاج ببنية متكاملة من الخدمات التي هيأتها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن، بما يتضافر مع أعمال الحج من خدمات صحية وأمنية تضمن للحجاج أداء مناسكهم في يسر وسهولة.
وهيأت السلطات الصحية 4 مستشفيات إلى جانب 46 مركزا صحيا ومئات الفرق الطبية بمختلف تخصصاتها، وتضم المستشفيات مختلف التخصصات الطبية، كالجراحة العامة، وجراحة المخ، والأعصاب، وغيرها.
كما تقوم وزارة الصحة، بنقل الحجاج المرضى، طوال أيام الحج لأداء مناسكهم تحت رقابة صحية صارمة لأداء مناسكهم في سيارات إسعاف مخصصة.
وترافق الجهود الطبية في عرفات، جهود المديرية العامة للدفاع المدني لمراقبة ومتابعة حركة الحجاج بجبل الرحمة ومسجد نمرة من خلال أبراج مجهزة بمشعر عرفات في كل زواياه، إضافة إلى نشر مجموعة من الفرق المتخصصة في مجالات المراقبة والرصد والإنقاذ والإٍسعاف والإخلاء.
واستقبلت عرفات الحجاج بأكبر مشروع بيئي، لحمايتهم من ضربات الشمس، ولترطيب الطقس الحار في الصيف، من خلال 300 ألف شجرة “نيم” موزعة على صعيد عرفات، ومئات الآلاف من رشاشات المياه، التي ستخفض درجات الحرارة وتقي الحجاج من الغبار وضربات الشمس.
وعشية يوم عرفة، حذر الدفاع المدني في تغريدات على موقع “تويتر”، من أن الأمطار قد تؤدي إلى جريان السيول على منطقة مكة المكرمة، بما في ذلك عرفات ومنى ومزدلفة ومكة والأجزاء المجاورة.
كما حذرت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة الحجاج، من الجلوس على مرتفعات الجبال بسبب شدة الرياح.
جدير بالذكر، أن مشعر عرفات، الذي هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين، لاستخدامه من قبل الحجاج ليوم واحد فقط، يملك بنية متكاملة من الخدمات في جميع القطاعات التقنية، والصحية، والبنية التحتية، بما يجعله قادرا على أداء هذه الخدمات طوال العام، كأي مدينة متطورة في العالم، كما لو كان مسكونا طوال العام، لكن عرفات هي “مدينة اليوم الواحد”.