«تسونامي من الفقر» ينتظر المجتمع الإيراني، هذا ما قاله محسن رفسنجاني الابن الأكبر للرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني في كلمة ألقاها خلال مناسبة حول التخطيط العمراني في العاصمة الإيرانية طهران وتداولتها وسائل الإعلام الإيرانية ومن ثم انتقلت إلى الإعلام الدولي.
حقيقة الأمر هي أنه بحلول شهر نوفمبر القادم، سوف يبدأ سريان العقوبات الأمريكية الخانقة على النظام الإيراني وسوف تعرض هذه العقوبات قطاعي المال (البنك المركزي الإيراني) والبترول إلى الشلل التام. لن تتمكن إيران من تصدير برميل من البترول، وسوف يزداد تهاوي العملة الإيرانية، ومعها ستهوي القوة الشرائية لجميع الإيرانيين، وسوف لن يتمكنوا من توفير حتى حاجاتهم الأساسية كالغذاء والدواء، وربما يصل الأمر إلى الاعتماد على ما توفره لهم الحكومة الإيرانية من غذاء!
وحتى الحكومة الإيرانية نفسها، لن تتمكن من التصدير والاستيراد، وسيصعب عليها توفير أساسيات الحياة لمواطنيها. وهذا ليس مجرد كلام نظري، بل هو الحقيقة التي سوف يراها الإيرانيون بأعينهم ما لم يتحرك النظام الإيراني لإنقاذ الموقف والموافقة على الدخول في مفاوضات لإبرام اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة الأمريكية إن كان النظام الإيراني يريد إنقاذ نفسه مما هو قادم. ولأن النظام الإيراني يدرك حجم ما هو قادم، ويعلم تمام العلم بأن الأمر سوف يكون مستحيلاً بالنسبة إليه، فإنه يبدأ من الآن بشن الحرب عبر الإيعاز لأذرعه في اليمن (مليشيات الحوثي) بضرب ناقلات البترول السعودية، كما أنه يعلن ذلك ويعترف به علنًا.
ولكن كما بينت في مقال يوم أمس، فإن هذا النظام حتى هذه اللحظة يتعامل بغباء مع الأزمة، وينتظر طويلاً بينما يهوي اقتصاده وتغادر أراضيه كبرى الشركات الأجنبية التي تسهم إلى حد كبير في إبقاء الاقتصاد حيا على أجهزة التنفس!
ليست مجرد عاصفة من الفقر ما ينتظر النظام الإيراني، بل أقرب ما يكون إلى المجاعة، فحينما تنعدم القوة الشرائية بسبب تهاوي سعر الريال، ترتفع الأسعار، وتنتهي المدخرات، ويصبح الشراء مستحيلاً، فكيف ستتصرف الحكومة الإيرانية حينها وخصوصًا أنها هي أيضًا سوف تكون عاجزة؟ طبعًا من المرجح أن يقفز النظام القطري كالمعتاد لينفق مغصوبًا من مال الشعب القطري على النظام الإيراني، ولكن إلى متى؟!