بعد المشاركة الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة في الدورة الثانية مهرجان الألعاب البدوية العالمية في قيرغيزستان، تستعد اليوم دولة الإمارات للمشاركة في فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الألعاب البدوية العالمية في قيرغيزستان، وذلك في إطار الاحتفاء المتواصل بعام زايد والحرص على التنوع الثقافي والانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى، ومدّ جسور التواصل والمحبة والسلام مع كافة الشعوب، مع الحرص على إبراز التراث الإماراتي والترويج له في أهم المهرجانات والفعاليات الدولية التي تُساهم في تعزيز الحوار والتفاهم والتسامح بين الأديان والثقافات.
إذ تسهم المشاركة في إبراز عناصر تقارب تراث شعب دولة الإمارات العربية المتحدة مع الشعوب الأخرى، وإغناء التنوّع في ثقافات الشعوب والمجموعات العرقية المُنتشرة في كافة أنحاء العالم، وهو الذي يمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث اللامادي للإنسانية.
وفي هذا الإطار صرح معالي اللواء ركن طيّار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي وقال شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الماضية تطوّرات فريدة في إطار جهود التنمية الثقافية واستدامة التراث، وهو ما مثّل سيرا على نهج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيّب الله ثراه – في الحفاظ على هوية وثقافة شعب الإمارات وتاريخه الغني، من خلال ما زرعه في قلوب أبناء الوطن من عشق للتراث والاعتزاز به.
وأكد المزروعي أن مُشاركة دولة الإمارات في فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الألعاب البدوية العالمية في قيرغيزستان، تأتي في إطار الاحتفاء المُتواصل بعام زايد، والذي يُشكّل مناسبة هامة لاستذكار إحدى أبرز الشخصيات القيادية في العالم، التي كانت تُشدّد في كلّ مناسبة على أهمية تلاقي البشر من جميع الجنسيات والثقافات في قيم المحبة والسلام والحوار والانفتاح على الآخر.
وأشار أنه من خلال هذه المُشاركة الهامة تحرص اللجنة على التنوع الثقافي والانفتاح على كافة الحضارات، ومدّ جسور التواصل مع مُختلف الشعوب، ومواصلة العمل على إبراز التراث الإماراتي الأصيل، والترويج له في أهم المهرجانات والفعاليات الإقليمية والدولية التي تُساهم في تعزز التفاهم والتسامح بين الأديان والثقافات.
وهي فرصة أيضا، وسط تواجد الآلاف من المُشاركين من مختلف قارات العالم، لتسليط الضوء على استراتيجية دولة الإمارات لصون التراث، ونجاح جهود أبوظبي في تسجيل عدد من ركائز التراث الوطني المُتفرّدة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، وهي: الصقارة، السدو، التغرودة، العيالة، القهوة العربية، المجالس، الرزفة، والعازي. كما وأعدّ الخبراء والباحثون الإماراتيون قوائم جرد للمئات من عناصر التراث المعنوي في الدولة ضمن الإجراءات التي تتطلبها اليونسكو لاعتمادها.
وأكمل حديثة قائلاً إنّ نجاح هذه الجهود ساهم في جعل العاصمة الإماراتية مركزا ثقافيا هاما يتوازى مع أهميتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، ولتمتد الإنجازات الإماراتية للإسهام في التنمية الثقافية على مستوى العالم.
وقد قامت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة ومُتابعتها الدؤوبة، وتنفيذا لأهدافها ورسالتها في ترسيخ قيم التراث الإماراتي والولاء للقيادة والوطن كمثل أصيل يُحتذى به وضمان استدامته، بالمُساهمة الفاعلة في تعزيز الممارسات الاجتماعية المرتبطة بالعادات والتقاليد والموروث الشعبي، والتي تتم من خلال البرامج والمهرجانات التي تنظمها اللجنة على مدار العام، وذلك من أجل تقوية الروابط بين أبناء الوطن، وتنمية اعتزازهم بتاريخهم وثقافتهم، وتمسكهم بنهج زايد، مما يُسهم في إعلاء قيم حب الوطن والبذل في سبيله.
كما ذكر المزروعي أن مهرجان الألعاب البدوية العالمية، مشروع طموح يُجسّد حياة الشعوب الرّحل، ويؤكد الأهمية الدولية المُشتركة للحفاظ على التراث، وإعادة إحياء تقاليد ورياضات الشعوب والارتقاء بها عالميا، فضلا عن تعزيز علاقات الصداقة بين المُشاركين من مختلف الدول، والذين يتواجدون في هذا المحفل الهام مُفتخرين بتراثهم، ومُصمّمين على الحفاظ عليه والتعريف به أمام الجميع.
وفي الختام أكد المزروعي أن تمسك اللجنة بالقيم الإنسانية المُشتركة، و بالمحافظة على التراث المادي والمعنوي، والعمل الدؤوب من أجل صون مُجتمع المُتماسك الذي يعتزّ بقيمه وعاداته الأصيلة، ويؤكد انفتاحه على الآخر في ذات الوقت.
الجدير بالذكرأن مهرجان الألعاب البدوية العالمية في قيرغيزستان، يعتبرملتقى للحوار بين الثقافات، وبين الأديان، وفرصة لحوار الحضارات والعمل المُشترك والتعاون من أجل تحقيق السلام والصداقة والوئام بين الشعوب.
كما أن الدورة الأولى من المهرجان أقيمت في عام 2014، والدورة الثانية في عام 2016، فيما تُقام الدورة الثالثة في سبتمبر القادم 2018.
وتكمن أهمية المهرجان والهدف منه في الحفاظ على التراث الثقافي وإحياؤه، وإغناء التنوّع في ثقافات الشعوب والمجموعات العرقية المُنتشرة في كافة أنحاء العالم.
يُمكن القول إنّ التراث الثقافي غير المادي – وفقا لليونسكو – هو التراث الحي للإنسانية، فهو يشمل مُجمل الأشكال التعبيرية والعادات والتقاليد التي ورثها الآباء عن الأجداد، وسيورّثها الأبناء للأحفاد، ومن شأن ذلك أن يُعزّز من مشاعر الفخر لدى الدول والمجتمعات والأفراد.