يعيد الهجوم الداعشي على الدورية الأمنية الأردنية بالفحيص… والداعشي الآخر على كنيسة مصرية في شبرا الخيمة بالقليوبية، النظر مجدداً إلى بقاء المعركة، بل الحرب الكبرى المفتوحة، مع هذه الجماعات السوداء.
عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، قال: «إننا سنحاسب كل من سوّلت له نفسه المساس بأمن الأردن وسلامة مواطنيه، وسنقاتل الخوارج ونضربهم بلا رحمة، وبكل قوة وحزم».
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس السياسات الوطني، في قصر الحسينية، لمتابعة حيثيات العمل الإرهابي الذي استهدف دورية مشتركة لقوات الدرك والأمن العام في مدينة الفحيص، والمداهمة لموقع الخلية الإرهابية المتورطة في مدينة السلط، اللذين نتج عنهما مقتل عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية.
أما داعشي مصر، الفتى العشريني، فقد هلك وتفجر بحزامه الشرير، قبل أن يصل بخطوات الشيطان إلى عتبات الكنيسة، ويعتدي على أرواح الأبرياء.
الحرب لم تنتهِ مع «داعش»… كما لم تنتهِ مع «القاعدة»… ومتفرعات هذه الجماعات الإبليسية، لأنها علّة دائمة غير مؤقتة. وحتى كونها مؤقتة لا يعني أننا نسلم لها، ولنفوذها على عقول بعض الأشرار أو الأغرار، بل يعني أن تظل الحرب الفكرية والإعلامية والسياسية والقانونية… والأمنية طبعاً، في حالة اشتغال دائم وممتد ومتشعب، بلا كسل أو ركون واهم للنصر.
صحيح أن «داعش»، الدولة كما يسمي نفسه أو الكيان العملي والنظامي، دُحر في مواقعه السورية والعراقية، لكن «داعش» – وإن سمّى نفسه دولة – هو في النهاية طفرة من طفرات الجماعات المتأسلمة، وثمرة من ثمرات شجرة الزقوم الإخوانية القطبية… والمواجهة مع هذه الجماعات ممتدة عبر نحو السبعين عاماً، من أيام اغتيالات وتفجيرات التنظيم الإخواني المصري السري في عهد الملك فاروق حتى اليوم.
نعم، هناك استخدامات سياسية استخبارية إقليمية لـ«داعش» و«القاعدة»، لكن الأصل كل الأصل هو في الفكر المريض القاتل.
صفوة القول… مثلما أن صون الصحة العامة هو عمل مستمر بلا توقف من الأوبئة القديمة والمستجدة… كذلك الحال مع أوبئة العقول وأدواء النفوس.
جرسا الأردن ومصر… ينبهان لذلك.
صحافي وكاتب سعودي